المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

العلاقات السودانية الارترية - د.عبداللطيف محمد سعيد

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

المـقدمـة
هذه الورقة البحثية كتبت لندوة (علاقة السودان بدول الجوار) التي يقيمها مركز البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة إفريقيا العالمية تحت عنوان (علاقة السودان بدول الجوار اريتريا نموذجاً).
هدفت الورقة لبيان العلاقات السودانية الارترية والاستفادة من علاقات الجوار.
تناولت الورقة في البداية مفهوم حسن الجوار بعد ذلك موقع السودان واريتريا لبيان اهمية الجوار.
ثم تعرضت للعلاقات السودانية الاريترية عبر التاريخ.
بعد ذلك تناولت الورقة القبائل المشتركة بين البلدين وكيف انها يمكن ان تشكل جسر تواصل في ظل حرية الحركة التي جاءت نتيجة الغاء تأشيرة الدخول بين البلدين
بعد ذلك بينت الورقة مجالات التعاون بين البلدين فتناولت مجال الزراعة والطاقة والتعليم والاتصالات والتجارة والسياحة.
وأخيراً، وبعد الخاتمة، طرحت الورقة النتائج والتوصيات وثبت المراجع.









المحور الاول: مفهوم حسن الجوار
تناولت الورقة في البداية مفهوم حسن الجوار بعد ذلك موقع السودان واريتريا لبيان اهمية الجوار.
أكدت الفقرة الثانية من المادة الأولى لميثاق الأمم المتحدة على إنماء العلاقات الودية بين الدول على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالمساواة في الحقوق بين الشعوب، وبأن يكون لكل منها حق في تقرير مصيرها وكذالك اتخاذ التدابير الملائمة لتعزيز السلم في العالم، وقد تكرس هذا المبدأ في ميثاق الأمم المتحدة والذي يلزم الدول الأعضاء بعدم استخدام القوة المسلحة أو التهديد بها لدول أخرى، وان تعيش الدول معا في سلام وحسن جوار([1])
اذا تركنا المواثيق الدولية جانباً نجد ان الشريعة الاسلامية أكدت على حسن الجوار يقول تعالى في كتابه الكريم:(وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا).([2])
وجاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم:" مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ" ([3])
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ)([4])
ويفهم ان الجوار يمكن ان يكون بين الافراد والدول فالدولة من اهم اركانها السكان.
يعتبر مبدأ حسن الجوار من أهم المبادئ الأساسية التي تنظم العلاقات السياسية بين الدول المتجاورة. وأي إخلال بهذا المبدأ لاينعكس سلباً على الدول الاطراف وعلاقاتها ببعض فقط انما يشمل كل المنطقة وليس على علاقات الدولتين المتجاورتين. وكثير من الحروب التي تندلع بين الدول ترجع إلى عدم احترام هذا المبدأ الذي أقرته وأكدت عليه الديانات السماوية والقوانين الدولية كما ذكرنا.
ويستلزم هذا المبدأ أموراً عدة، أولها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المتجاورة، أو استغلال ظروفها السياسية والأمنية والاقتصادية على نحو سيئ وبعض الدول تستغل ظروف جيرانها أو تركيبتها الاجتماعية والطائفية من أجل كسب مزيد من النفوذ أو تحقيق مصالح على حساب جارتها كذلك فإن حسن الجوار يستلزم احترام الحدود وعدم التلاعب بها، أو خرق الاتفاقيات الدولية حولها. كذلك من حسن الجوار عدم ادخال المنطقة في أزمة أو حرب بسبب بعض السياسات المتهورة أو المتعجلة.([5])
المحور الثاني: العلاقات السودانية الاريترية عبر التاريخ
لقد مرت العلاقات السودانية الارترية بعدة مراحل ويمكن ان نقول ان المرحلة الاولى كانت مرحلة بداية الثورة في ارتريا والمرحلة الثانية مرحلة تحرير ارتريا والمرحلة الاخيرة هي المرحلة الراهنة التي نعيشها اليوم.
مرحلة الثورة:
عندما كانت الثورة مشتعلة في اريتريا كان السودان يعاني من مشكلة التمرد في الجنوب فكانت علاقته بالثورة الاريترية تخضع لهذه الظروف وكان السودان يريد تحييد الموقف الاثيوبي ووقف دعمه للتمرد فنجد مثلا حكومة عبدالله خليل رفضت اعطاء تاشيرة دخول للسودان لممثل الثورة الاريترية أما حكومة عبود فقد سلمت (13) من عناصر الثورة الإرترية إلى إثيوبيا.
  بعد عام 1975 وبعد تحالف النظام الأثيوبي مع الاتحاد السوفيتي وكوبا بدأ التاييد للثورة الاريترية واضحاً،  ففي فبراير 1977م أعلن الرئيس (جعفر النميري) تأييده لحق الشعب الارتري  في تقرير مصيره  وبناء دولته المستقلة وفي منتصف 1978 تبني  السودان  الدعوة لإعطاء ( حكم ذاتي ) لإرتريا على غرار تجربة جنوب السودان.
مرحلة تحرير ارتريا:
 بعد تحرير إرتريا ووصول أفورقي للسلطة كان السودان أول دولة أعترفت باستقلال إرتريا(وكان السودان اول دولة يزور رئيسها الفريق البشير ارتريا ويفتتح سفارة رسمية بها)([6]) وزارهاالنائب الأول للرئيس الزبير محمد صالح وكانت هناك زيارات متكررة من الكوادر التنفيذية والفنية ساهمت في ترسيخ نظام افورقي وقدم السودان العديد من الدورات التدريبية في مجال الخدمات المدنية العامة وفي الجانب الامني حظر السودان أنشطة جميع الفصائل الإرترية المعارضة لأفورقي.
وشهدت هذه الفترة توقيع ثمان اتفاقيات تعاون وتكامل بين الدولتين واستمر هذا الوضع حتى ديسمبر 1994م حيث اعلنت اريتريا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع السودان وتبنت خيار اسقاط الانقاذ وسلمت السفارة السودانية في اسمرا الى للمعارضة السودانية،وتبني النظام الاريتري جميع فصائل المعارضة السودانية الجنوبية والشمالية وفتح كامل إرتريا لها تتحرك فيها كيفما تشاء وتمارس جميع الأنشطة السياسية والإعلامية.
كما تم فتح معسكرات التدريب والتسليح للمعارضة بل والمشاركة والدعم في العمليات العسكرية واذاعة للمعارضة وتقديم معونات دبلوماسية للمعارضة تبيح لها حمل جوازات السفر وتأشيرات الدخول والخروج والوقوف ضد السودان في جميع المحافل الدولية والإقليمية خاصة منظمة الإيقاد، وكذلك اتخذ السودان نفس المواقف العدائية من ارتريا ودعم الثورات ضدها.
المرحلة الراهنة:
حدث تقارب بين السودان وارتريا بعد توقيع اتفاقية الدوحة في مايو عام 1999م وعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتم فتح السفارات بين البلدين، وتطورت العلاقات بعد قرار المحكمة الجنائية واعلان ارتريا تضامنها مع السودان ضد القرار وزار الرئيس عمر البشير اريتريا رغم قرار المحكمة كما لعبت ارتريا دور الوساطة بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق وشهد الرئيس اسياس افورقي حفل توقيع الاتفاق الاطاري بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة بالعاصمة القطرية الدوحة في فبراير 2010م([7]) وبعد ذلك اعلن عن السماح بالتنقل بين الدولتين بالبطاقة الشخصية.
 يمكن ملاحظة ان كل المشاكل التي تحدث بين الدولتين تحدث على مستوى الحكومات وليس الافراد وهي تبدأ بدعم المعارضة وتقود الى توتر العلاقات بينهما، كما ان مشكلة الجنوب والحرب الاثيوبية الارترية اثرت على العلاقات في فترات معينة، ولكن يبدو ان العلاقات بدأت تسير الى الاحسن فقد رد الرئيس الاريتري على سؤال من صحيفة بقوله: نحن في هذا المجال لدينا شركاء هم السودانيين اذ نعمل معهم ...وهناك في السودان خبرات كبيرة من خلال الشركات العالمية وبحكم ان هذا المجال يحتاج الى قدرات بشرية كما ان الموارد تحتاج الى استراتيجية وخطة ...ونحن نبحث عن شركاء في هذا المجال وعندنا تجربة لا بأس بها مع السودان على الرغم من اننا لازلنا في بداية المرحلة لتطوير مواردنا .. والموارد تحتاج الى تأهيل قدرات بشرية مسبقة ... وفي هذا المجال اقول ان السودان يمتلك قدرات كبيرة في مجال البترول والغاز ([8])
المحور الثالث: القبائل المشتركة بين البلدين:
يمكن الاستفادة من التداخل القبلي بين السودان واريتريا في خلق روابط قوية بين الدولتين، خاصة ان هذه العلاقات نشأت منذ مملكة سنار (وعلاقات سنار بأجزاء من إرتريا والتي لاتزال باقية حتى اليوم تتمثل في السيوف والأوتار (ألحان) التي تعزف على الربابة والخاصة بكل قبيلة والمحظورة على القبائل الأخرى، ونحاساً يسمى (النقارة) ولاتزال الأسر الحاكمة القديمة كأسر (كنتيباي) في الساحل وأسرة (دقلل) في بركة، وأسرة (النائب) في مصوع تحتفظ بهذه النقارة التاريخية حتى اليوم، كما أن سنار أصبحت مركزاً علمياً كبيراً في زمانها فقد كان يرتادها طلاب العلم من الارتريين.([9])
اما في عهد المهدية فنجد القبائل الارترية قاتلت مع جيوش عثمان دقنة(فقد أنضم الأمير الخضر بن علي الحسنابي الى الثورة المهدية وأرسل في طلب النجدات من القبائل القريبة من طوكر، فلبت طلبه قبائل من داخل ارتريا من قبائل الحباب والنابتاب والعجيلاب وآل الشيخ حامد وبيت معلا، كما لبى نداءه الكثيرون من سكان أرتريا، مما مكنه من حصار طوكر التي كانت تعج بالجيوش من البريطانيين، وسقطت مدينة طوكر بيدهم في فبراير 1884م، وقد سجل العديد من شعراء الحباب هذه الملاحم البطولية بلغة (التجري)، وهذا يمثل تاريخا مشتركا بين اريتريا والسودان كما أن الشيخ ابراهيم درماس الذي كان في زمانه ناظراً لقبائل البلين قد قاتل الى جانب الثورة المهدية، وقد أطلق أسم (عثمان دقنة) على أحد أبنائه وذلك تأييداً للثورة المهدية، وأن سيفه موجود حالياً في متحف (بيت الخليفة) في أم درمان)([10])
ومن هذه القبائل التي توجد في الدولتين قبائل البني عامر والحباب وهي قبائل عربية مسلمة، وهذه القبائل تحمل الجنسية السودانية والجنسية الارترية. ونجد انه يطلق على هذه القبائل اسم البجا ولكن ذكر عن البجا انها ليس قبيلة فقد ذكر احمد عبدالله (فان اطلاق كلمة البجا او البجه لا يعني نسباً بعينه او عرق او عنصر ولكنه يعني نمطا مميزاً للحياة... وذهب البعض انهم سموا بجاة لبداوتهم)([11]) وهذا يدل على ان هذه القبائل،كما اطلق عليها، تنتشر داخل الدولتين ويتشابه نمط حياتها.
ويمكن القول بانه يوجد على الأقل ثلاث قبائل ولغات متداخلة بين السودان وإريتريا، جميعها من أسرة اللغات الإفريقية الآسيوية([12])
وانطلاقا من التداخل القبلي يمكن ان نفسح المجال للدبلوماسية الشعبية التي يمكن ان تقوم كبديل عن الدبلوماسية التقليدية بجهود كبيرة في الربط بين ارتريا والسودان خاصة اذا عرفنا ان كل المشاكل التي حدثت بين الدولتين عبر التاريخ الحديث كانت في الاصل هي خلافات بين النظامين فالدبلوماسية الشعبية هي الدبلوماسية التي تسعى من خلالها الجماهير في مخاطبة الجماهير خلال وسائل الإعلام المختلفة من فوق منابر متعددة لاتنجح إلا بدبلوماسيين شعبيين يأتون من عموم الشعب ويفهمون لغته ويحسون بأحاسيسه ويعملون من أجل خدمته([13])
المحور الرابع: مجالات التعاون بين البلدين
 توجد عدة مجالات يمكن ان تتعاون فيها الدولتان وقد اجملتها الورقة في الزراعة والرعي والتجارة والسياحة والطاقة والاتصالات والتعليم.
تعتبر الزراعة من مصادر الاقتصاد المهمة في إرتريا، تمثل الحبوب نحو 87٪ من مجمل المحصولات الزراعية الاخرى كالبن والتبغ والقطن والفواكه المدارية وقد توسعت مؤخراً زراعة الموز في منطقة وادي بركة وهو من المنتجات المعدة للتصدير وبالرغم من هذا التنوع ما زالت إرتريا بعيدة عن التطور الزراعي لاسباب منها حداثة استقلالها وهنا يمكن ان تستفيد ارتريا من الخبرات السودانية ويمكن ان يتم التوسع في زراعة القمح لفائدة ارتريا والسودان.
اما الرعي فتمتلك إرترية نحو 10 ملايين رأس من الأبقار والجمال والأغنام وتصدر إرترية منتوجات الألبان إلى إيطالية ويلاحظ ان الدولتين ارتريا والسودان بهما ثروة كبيرة من الانعام ولكن الانتاج غير مستثمر بصورة جيدة.
ظلت التجارة بين ارتريا والسودان تعاني من التهريب ودخول السلع بطريقة غير شرعية لذا نرى ان التعاون بين البلدين فى مجال التجارة مهم وان فتح التجارة الحدودية يقلل من نشاط التهريب، فتجارة الحدود تختلف عن التجارة المفتوحة لانها عبارة عن تبادل سلع بسلع وبذلك توفر النقد الاجنبي وتلعب دوراكبيرا في استتباب الامن ورفع المستوى المعيشى خاصة لسكان المناطق الحدودية. وحسناً فعلت ولاية كسلا بتوقيع بروتوكول التبادل التجارى بين ولاية كسلا ودولة اريتريا فى مارس من العام الماضى، وان كنا نرى ان توقيع المزيد من البرتكولات مهم خاصة بعد انشاء طرق برية تربط بين البلدين وأهمها طريق (كسلا اللفة - اريتريا)، وطريق (اريتريا - طوكر - قرورة) الذى شيد جزء مقدر منه وما تبقى قيد التشييد وهذه الطريق تتم بشراكة سودانية ارترية وتمويل عربي يأتى ذلك ضمن الطريق القارى الذى يبلغ (400) كيلومتر يصل حتى أسمرا (ثم مصوع).
 ويمكن ان تتضح اهمية هذه الطرق اذا طالعنا  حديث حسن فتحى مدير تجارة الحدود بولاية كسلا الذي قال إن الطريق القارى يعتبر إحدى الدعامات الإقتصادية والإجتماعية للبلدين خاصة وأن كل المناطق الحدودية بين السودان وإريتريا تشهد نشاطاً إقتصادياً كبيراً مما يدفع بزيادة الإيرادات فى الدخل القومى.([14])
والتـنقل للمواطنين عبر الحدود بالبطاقة ايضا سيدفع بتطورالعلاقات الاقتصادية والاجتماعية ويصب في استقرار المنطقة.
يجب ملاحظة ان امتداد الحدود بين الدولتين حوالي 605 كلم ومربع وتعتبر السودان اكبر جار عربي لارتريا اذا استثنينا جيبوتي.
تنحصر التجارة بين البلدين في سلع معينة فالسودان يستورد البن والشاى والاقمشة والجنزبيل والسكر ويصدر الى ارتريا الذرة والوقود والعلف الاخضر وبعض المنتجات المصنعة، ولابد من دراسة السوق التجاري وما يرتبط به من معاملات ومعرفة احتياجات كل بلد وما يمكن ان تقدمه والعمل على حل المشكلات والاستفادة من الخبرات بالبلدين في انشاء شراكات ليس على مستوى القطاع العام فحسب انما على مستوى القطاع الخاص ايضاً.
اما في جانب العمالة الارترية فعدد الاريتريين في السودان فاق (2) ألف عامل وفدوا الى البلاد أخيراً للبحث عن سبل العيش الرغد لذلك نجدهم ارتادوا مجالات متنوعة كصناعة الاطعمة (الطبخ) في المطاعم والكافتيريات وبعضهم عمل في جانب تصفيف الشعر بالكوافير والنساء منهم فضلن العمل في المنازل كـ(خادمات) وأيضاً ممارسة بيع (الشاي) (سيرفس) في المطاعم الكبيرة والشركات، هذه العمالة يمكن تدريبها والاستفادة منها حيث يعاني السودان من نقص في الايادي العاملة في كثير من المهن.
اما في مجال الطاقة فقد سبق السودان ارتريا في هذا المجال ويمكن ان يسهم بخبراته في مجال التعدين والبترول، كما نجد ان الكهرباء متوفرة في السودان ويمكن ان يمد السودان ارتريا باحتياجاتها من الطاقة الكهربائية.
اما في مجال التعليم فالسودان يمكن ان يتيح فرصاً كبيرة للطلاب الاريتريين في الدراسات الجامعية وما فوق الجامعية فالسودان له خبرة طويلة في مجال التعليم وبه عدد كبير من الجامعات التي تتوفر فيها اقسام الدراسات العليا وفي تخصصات مختلفة بينما ارتريا بها جامعة واحدة، وحتى في مجال تعليم الرحل ومن الامثلة على ذلك زيارة قام بها وفد برئاسة المدير العام للتعليم الأريتري موسى حسين قال عنها إنهم تعرفوا خلال زيارتهم على مستوى التخطيط المتبع لتعليم الرحل وعلى المناهج المختلفة لعدد من مجالات التعليم بالسودان، وأن وزارته وقفت على كل ما هو جديد في تجربة تعليم الرحل توطئة لنقلها لبلاده([15])
اما في مجال الاتصالات فيعد السودان من الدولة المتقدمة في هذا المجال ويمكن لارتريا ان تستفيد من ذلك سواء في مجال الخبرات او التدريب والتاهيل.
واما في مجال السياحة فارتريا يمكن ان تكون البديل لمناطق سياحية اخرى وذلك لقلة تكلفة السفر وقرب المكان وما تتمتع به ارتريا من مناخ رائع خاصة في العاصمة اسمرا، كما ان موقع السودان وارتريا على سواحل البحر الاحمر يعطيهما ميزة سياحية كبيرة لو استثمرت، كما ان تشجيع الساحة بين البلدين يقرب اكثر بين الشعبين ويقوي روابط ومشاعر التعاون بينهما.






















الخـاتمـة
تناولت هذه الورقة علاقات حسن الجوار بين السودان فعرفت مفهوم حسن الجوار موضحة موقع السودان واريتريا، ثم وضحت الورقة التداخل القبلي بين السودان واريتريا وامكانية  الاستفادة، بعد ذلك ذكرت الورقة المجالات االتي يمكن ان تتعاون فيها الدولتان لاستشراف مستقبل مشرق بالنسبة للدولتين وقد اجملتها في الزراعة والرعي والتجارة والسياحة والطاقة والاتصالات والتعليم.
وبعد ذلك خلصت الورقة الى النتائج والتوصيات الاتية:
اولاً- النتائج
 1- مبدأ حسن الجوار من المبادئ الاساسية في الاديان السماوية وبخاصة الدين الاسلامي والعلاقات الدولية.
2- يوجد تداخل قبلي بين السودان وارتريا.
3- المشاكل بين السودان وارتريا اسبابها سياسية في المقام الاول.
4- يمكن اقامة علاقة جيدة في كثير من المجالات بين الدولتين.
ثانياً- التوصيات
1-العمل على قيام مشروعات تنمية بين البلدين تستغل فيها الامكانات المتوفرة في كل بلد.   
2- ايجاد تعاون اقتصادي وثقافي وخاصة في مناطق الحدود فهذا يساعد على الاستقرار والتعايش السلمي ويمنع عمليات التهريب.
3- الاستفادة من التداخل القبلي بين الدولتين خاصة بعد التنقل بالبطاقة.
4- اكمال الطرق البرية بين البلدين وانشاء المزيد لتسهيل التنقل وانسياب التجارة بين البلدين.


المراجع
اولاً - كتب
1- احمد عبدالله ادم، قبائل السودان نموذج التمازج والتعايش، بدون تاريخ
2 - محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، دار طوق النجاة ، 1422هـ ،ج8
3 - مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بَابُ بَيَانِ تَحْرِيمِ إِيذَاءِ الْجَار، دار إحياء التراث العربي – بيروت
4 - محمد عثمان ابوبكر، تاريخ ارتريا المعاصر ارضاً وشعباً، القاهرة 1994م
5 - د. محمد صغيرون الشيخ الفكي، بناء الامم: ارتريا من الثورة الى الدولة، المركز العالمي للدراسات الافريقية، 2010م
ثانيا - اوراق
[1] - د. كمال محمد جاه الله ورقة (غير منشورة) مقدمة لندوة تعزيزالعلاقات السودانية الإفريقية عن التداخل القبليّ واللغويّ بين السودان والدول الإفريقية، الخرطوم، قاعة الصداقة، 5 أغسطس2009
ثالثاً - صحف
[1] - صحيفة الرأي العام، العدد476261،19يونيو 2011م
2 - صحيفة الجزيرة، الثلاثاء 20 ربيع الأول 1430 العدد  13319
3- صحيفة آخر لحظة، 3يوليو 2011م
رابعاً – مواقع على النت
[1] - موقع سودانيز أونلاين
 2- موقع مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية  والاستراتيجية
 3- موقع شبكة الشروق



[1] - جاء في الديباجة: نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزانا يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية، وأن نبين الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي، وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدما، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.
وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا: أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن نعيش معا في سلام وحسن جوار، وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي، وأن نكفل بقبولنا مبادئ معينة ورسم الخطط اللازمة لها ألا تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة، وأن نستخدم الأداة الدولية في ترقية الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها، قد قررنا أن نوحد جهودنا لتحقيق هذه الأغراض،ولهذا فإن حكوماتنا المختلفة على يد مندوبيها المجتمعين في مدينة سان فرانسيسكو الذين قدموا وثائق التفويض المستوفية للشرائط، قد ارتضت ميثاق الأمم المتحدة هذا، وأنشأت بمقتضاه هيئة دولية تسمى "الأمم المتحدة".
[2] - سورة النساء، آية36
[3] - محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، دار طوق النجاة ، 1422هـ ،ج8 ،ص10
[4] - مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بَابُ بَيَانِ تَحْرِيمِ إِيذَاءِ الْجَار، دار إحياء التراث العربي – بيروت،ج1، ص 68
[5] - صحيفة الجزيرة، الثلاثاء 20 ربيع الأول 1430   العدد  13319، ص 1
[6] - محمد عثمان ابوبكر، تاريخ ارتريا المعاصر ارضاً وشعباً، القاهرة 1994م، ص34
[7] - د.محمد صغيرون الشيخ الفكي، بناء الامم: ارتريا من الثورة الى الدولة، المركز العالمي للدراسات الافريقية، 2010م، ص395
[8] - صحيفة اخر لحظة، الاحد 3يوليو 2011م
[9] - موقع سودانيز أونلاين
[10] - المرج السابق
[11] - احمد عبدالله ادم، قبائل السودان نموذج التمازج والتعايش، بدون تاريخ، ص 41
[12] - د. كمال محمد جاه الله ورقة (غير منشورة) مقدمة لندوة تعزيزالعلاقات السودانية الإفريقية عن التداخل القبليّ واللغويّ بين السودان والدول الإفريقية، الخرطوم، قاعة الصداقة، 5 أغسطس2009
[13] - موقع:مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية  والاستراتيجية
[14] - صحيفة الرأي العام، العدد476261،19يونيو 2011م، ص1
[15] - موقع شبكة الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق