المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

اطفالنا في رمضان

الاهتمام بغذاء الاطفال في رمضان
ايام طفولتنا تختلف اختلافاجوهريا عن طفولة اليوم فالامهات كن بلا وظيفة اي لاتخرج الام من المنزل صباحا يطارد الحافلات لتصل الى مكان عملها وتعود عصرا كنا عندما نحضر من المدرسة نجد الوالد عليها الرحمة في انتظارنا وكنا نعود في رمضان مبكرا فلم تكن هناك عطلة السبت التي جعلت العودة الى المنزل بعد يوم دراسي طويل فنجد ما تبقى من السحور في انتظارنا هو يتكون من ارز او شعيرية باللبن او رقاق او (نشا) بانواعها المختلفة فنبدأ بهذه وبعد ذلك نلتفت الى البليلة وقشر العجور وحتى قشر الليمون.
اما قبل الذهاب الى المدرسة فنحمل معنا سندوتشات بها حشوات ليس من بينها الفول.
اما اطفال اليوم فلا سندوتشات ولا ام تنتظرهم بعد العودة من المدرسة.
يجب الاهتمام بغذاء الاطفال في رمضان وتنظيم وجباتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي جعلت توفير الضروريات امرا صعبا، لان العقل السليم في الجسم السليم ولان الاطفال لا ذنب لهم ليجوعوا معنا حتى غروب الشمس وهم في مرحلة بناء اجسامهم.
والله من وراء القصد
د.عبداللطيف محمد سعيد

العلاقات السودانية الارترية - د.عبداللطيف محمد سعيد

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

المـقدمـة
هذه الورقة البحثية كتبت لندوة (علاقة السودان بدول الجوار) التي يقيمها مركز البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة إفريقيا العالمية تحت عنوان (علاقة السودان بدول الجوار اريتريا نموذجاً).
هدفت الورقة لبيان العلاقات السودانية الارترية والاستفادة من علاقات الجوار.
تناولت الورقة في البداية مفهوم حسن الجوار بعد ذلك موقع السودان واريتريا لبيان اهمية الجوار.
ثم تعرضت للعلاقات السودانية الاريترية عبر التاريخ.
بعد ذلك تناولت الورقة القبائل المشتركة بين البلدين وكيف انها يمكن ان تشكل جسر تواصل في ظل حرية الحركة التي جاءت نتيجة الغاء تأشيرة الدخول بين البلدين
بعد ذلك بينت الورقة مجالات التعاون بين البلدين فتناولت مجال الزراعة والطاقة والتعليم والاتصالات والتجارة والسياحة.
وأخيراً، وبعد الخاتمة، طرحت الورقة النتائج والتوصيات وثبت المراجع.









المحور الاول: مفهوم حسن الجوار
تناولت الورقة في البداية مفهوم حسن الجوار بعد ذلك موقع السودان واريتريا لبيان اهمية الجوار.
أكدت الفقرة الثانية من المادة الأولى لميثاق الأمم المتحدة على إنماء العلاقات الودية بين الدول على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالمساواة في الحقوق بين الشعوب، وبأن يكون لكل منها حق في تقرير مصيرها وكذالك اتخاذ التدابير الملائمة لتعزيز السلم في العالم، وقد تكرس هذا المبدأ في ميثاق الأمم المتحدة والذي يلزم الدول الأعضاء بعدم استخدام القوة المسلحة أو التهديد بها لدول أخرى، وان تعيش الدول معا في سلام وحسن جوار([1])
اذا تركنا المواثيق الدولية جانباً نجد ان الشريعة الاسلامية أكدت على حسن الجوار يقول تعالى في كتابه الكريم:(وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا).([2])
وجاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم:" مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ" ([3])
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ)([4])
ويفهم ان الجوار يمكن ان يكون بين الافراد والدول فالدولة من اهم اركانها السكان.
يعتبر مبدأ حسن الجوار من أهم المبادئ الأساسية التي تنظم العلاقات السياسية بين الدول المتجاورة. وأي إخلال بهذا المبدأ لاينعكس سلباً على الدول الاطراف وعلاقاتها ببعض فقط انما يشمل كل المنطقة وليس على علاقات الدولتين المتجاورتين. وكثير من الحروب التي تندلع بين الدول ترجع إلى عدم احترام هذا المبدأ الذي أقرته وأكدت عليه الديانات السماوية والقوانين الدولية كما ذكرنا.
ويستلزم هذا المبدأ أموراً عدة، أولها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المتجاورة، أو استغلال ظروفها السياسية والأمنية والاقتصادية على نحو سيئ وبعض الدول تستغل ظروف جيرانها أو تركيبتها الاجتماعية والطائفية من أجل كسب مزيد من النفوذ أو تحقيق مصالح على حساب جارتها كذلك فإن حسن الجوار يستلزم احترام الحدود وعدم التلاعب بها، أو خرق الاتفاقيات الدولية حولها. كذلك من حسن الجوار عدم ادخال المنطقة في أزمة أو حرب بسبب بعض السياسات المتهورة أو المتعجلة.([5])
المحور الثاني: العلاقات السودانية الاريترية عبر التاريخ
لقد مرت العلاقات السودانية الارترية بعدة مراحل ويمكن ان نقول ان المرحلة الاولى كانت مرحلة بداية الثورة في ارتريا والمرحلة الثانية مرحلة تحرير ارتريا والمرحلة الاخيرة هي المرحلة الراهنة التي نعيشها اليوم.
مرحلة الثورة:
عندما كانت الثورة مشتعلة في اريتريا كان السودان يعاني من مشكلة التمرد في الجنوب فكانت علاقته بالثورة الاريترية تخضع لهذه الظروف وكان السودان يريد تحييد الموقف الاثيوبي ووقف دعمه للتمرد فنجد مثلا حكومة عبدالله خليل رفضت اعطاء تاشيرة دخول للسودان لممثل الثورة الاريترية أما حكومة عبود فقد سلمت (13) من عناصر الثورة الإرترية إلى إثيوبيا.
  بعد عام 1975 وبعد تحالف النظام الأثيوبي مع الاتحاد السوفيتي وكوبا بدأ التاييد للثورة الاريترية واضحاً،  ففي فبراير 1977م أعلن الرئيس (جعفر النميري) تأييده لحق الشعب الارتري  في تقرير مصيره  وبناء دولته المستقلة وفي منتصف 1978 تبني  السودان  الدعوة لإعطاء ( حكم ذاتي ) لإرتريا على غرار تجربة جنوب السودان.
مرحلة تحرير ارتريا:
 بعد تحرير إرتريا ووصول أفورقي للسلطة كان السودان أول دولة أعترفت باستقلال إرتريا(وكان السودان اول دولة يزور رئيسها الفريق البشير ارتريا ويفتتح سفارة رسمية بها)([6]) وزارهاالنائب الأول للرئيس الزبير محمد صالح وكانت هناك زيارات متكررة من الكوادر التنفيذية والفنية ساهمت في ترسيخ نظام افورقي وقدم السودان العديد من الدورات التدريبية في مجال الخدمات المدنية العامة وفي الجانب الامني حظر السودان أنشطة جميع الفصائل الإرترية المعارضة لأفورقي.
وشهدت هذه الفترة توقيع ثمان اتفاقيات تعاون وتكامل بين الدولتين واستمر هذا الوضع حتى ديسمبر 1994م حيث اعلنت اريتريا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع السودان وتبنت خيار اسقاط الانقاذ وسلمت السفارة السودانية في اسمرا الى للمعارضة السودانية،وتبني النظام الاريتري جميع فصائل المعارضة السودانية الجنوبية والشمالية وفتح كامل إرتريا لها تتحرك فيها كيفما تشاء وتمارس جميع الأنشطة السياسية والإعلامية.
كما تم فتح معسكرات التدريب والتسليح للمعارضة بل والمشاركة والدعم في العمليات العسكرية واذاعة للمعارضة وتقديم معونات دبلوماسية للمعارضة تبيح لها حمل جوازات السفر وتأشيرات الدخول والخروج والوقوف ضد السودان في جميع المحافل الدولية والإقليمية خاصة منظمة الإيقاد، وكذلك اتخذ السودان نفس المواقف العدائية من ارتريا ودعم الثورات ضدها.
المرحلة الراهنة:
حدث تقارب بين السودان وارتريا بعد توقيع اتفاقية الدوحة في مايو عام 1999م وعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتم فتح السفارات بين البلدين، وتطورت العلاقات بعد قرار المحكمة الجنائية واعلان ارتريا تضامنها مع السودان ضد القرار وزار الرئيس عمر البشير اريتريا رغم قرار المحكمة كما لعبت ارتريا دور الوساطة بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق وشهد الرئيس اسياس افورقي حفل توقيع الاتفاق الاطاري بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة بالعاصمة القطرية الدوحة في فبراير 2010م([7]) وبعد ذلك اعلن عن السماح بالتنقل بين الدولتين بالبطاقة الشخصية.
 يمكن ملاحظة ان كل المشاكل التي تحدث بين الدولتين تحدث على مستوى الحكومات وليس الافراد وهي تبدأ بدعم المعارضة وتقود الى توتر العلاقات بينهما، كما ان مشكلة الجنوب والحرب الاثيوبية الارترية اثرت على العلاقات في فترات معينة، ولكن يبدو ان العلاقات بدأت تسير الى الاحسن فقد رد الرئيس الاريتري على سؤال من صحيفة بقوله: نحن في هذا المجال لدينا شركاء هم السودانيين اذ نعمل معهم ...وهناك في السودان خبرات كبيرة من خلال الشركات العالمية وبحكم ان هذا المجال يحتاج الى قدرات بشرية كما ان الموارد تحتاج الى استراتيجية وخطة ...ونحن نبحث عن شركاء في هذا المجال وعندنا تجربة لا بأس بها مع السودان على الرغم من اننا لازلنا في بداية المرحلة لتطوير مواردنا .. والموارد تحتاج الى تأهيل قدرات بشرية مسبقة ... وفي هذا المجال اقول ان السودان يمتلك قدرات كبيرة في مجال البترول والغاز ([8])
المحور الثالث: القبائل المشتركة بين البلدين:
يمكن الاستفادة من التداخل القبلي بين السودان واريتريا في خلق روابط قوية بين الدولتين، خاصة ان هذه العلاقات نشأت منذ مملكة سنار (وعلاقات سنار بأجزاء من إرتريا والتي لاتزال باقية حتى اليوم تتمثل في السيوف والأوتار (ألحان) التي تعزف على الربابة والخاصة بكل قبيلة والمحظورة على القبائل الأخرى، ونحاساً يسمى (النقارة) ولاتزال الأسر الحاكمة القديمة كأسر (كنتيباي) في الساحل وأسرة (دقلل) في بركة، وأسرة (النائب) في مصوع تحتفظ بهذه النقارة التاريخية حتى اليوم، كما أن سنار أصبحت مركزاً علمياً كبيراً في زمانها فقد كان يرتادها طلاب العلم من الارتريين.([9])
اما في عهد المهدية فنجد القبائل الارترية قاتلت مع جيوش عثمان دقنة(فقد أنضم الأمير الخضر بن علي الحسنابي الى الثورة المهدية وأرسل في طلب النجدات من القبائل القريبة من طوكر، فلبت طلبه قبائل من داخل ارتريا من قبائل الحباب والنابتاب والعجيلاب وآل الشيخ حامد وبيت معلا، كما لبى نداءه الكثيرون من سكان أرتريا، مما مكنه من حصار طوكر التي كانت تعج بالجيوش من البريطانيين، وسقطت مدينة طوكر بيدهم في فبراير 1884م، وقد سجل العديد من شعراء الحباب هذه الملاحم البطولية بلغة (التجري)، وهذا يمثل تاريخا مشتركا بين اريتريا والسودان كما أن الشيخ ابراهيم درماس الذي كان في زمانه ناظراً لقبائل البلين قد قاتل الى جانب الثورة المهدية، وقد أطلق أسم (عثمان دقنة) على أحد أبنائه وذلك تأييداً للثورة المهدية، وأن سيفه موجود حالياً في متحف (بيت الخليفة) في أم درمان)([10])
ومن هذه القبائل التي توجد في الدولتين قبائل البني عامر والحباب وهي قبائل عربية مسلمة، وهذه القبائل تحمل الجنسية السودانية والجنسية الارترية. ونجد انه يطلق على هذه القبائل اسم البجا ولكن ذكر عن البجا انها ليس قبيلة فقد ذكر احمد عبدالله (فان اطلاق كلمة البجا او البجه لا يعني نسباً بعينه او عرق او عنصر ولكنه يعني نمطا مميزاً للحياة... وذهب البعض انهم سموا بجاة لبداوتهم)([11]) وهذا يدل على ان هذه القبائل،كما اطلق عليها، تنتشر داخل الدولتين ويتشابه نمط حياتها.
ويمكن القول بانه يوجد على الأقل ثلاث قبائل ولغات متداخلة بين السودان وإريتريا، جميعها من أسرة اللغات الإفريقية الآسيوية([12])
وانطلاقا من التداخل القبلي يمكن ان نفسح المجال للدبلوماسية الشعبية التي يمكن ان تقوم كبديل عن الدبلوماسية التقليدية بجهود كبيرة في الربط بين ارتريا والسودان خاصة اذا عرفنا ان كل المشاكل التي حدثت بين الدولتين عبر التاريخ الحديث كانت في الاصل هي خلافات بين النظامين فالدبلوماسية الشعبية هي الدبلوماسية التي تسعى من خلالها الجماهير في مخاطبة الجماهير خلال وسائل الإعلام المختلفة من فوق منابر متعددة لاتنجح إلا بدبلوماسيين شعبيين يأتون من عموم الشعب ويفهمون لغته ويحسون بأحاسيسه ويعملون من أجل خدمته([13])
المحور الرابع: مجالات التعاون بين البلدين
 توجد عدة مجالات يمكن ان تتعاون فيها الدولتان وقد اجملتها الورقة في الزراعة والرعي والتجارة والسياحة والطاقة والاتصالات والتعليم.
تعتبر الزراعة من مصادر الاقتصاد المهمة في إرتريا، تمثل الحبوب نحو 87٪ من مجمل المحصولات الزراعية الاخرى كالبن والتبغ والقطن والفواكه المدارية وقد توسعت مؤخراً زراعة الموز في منطقة وادي بركة وهو من المنتجات المعدة للتصدير وبالرغم من هذا التنوع ما زالت إرتريا بعيدة عن التطور الزراعي لاسباب منها حداثة استقلالها وهنا يمكن ان تستفيد ارتريا من الخبرات السودانية ويمكن ان يتم التوسع في زراعة القمح لفائدة ارتريا والسودان.
اما الرعي فتمتلك إرترية نحو 10 ملايين رأس من الأبقار والجمال والأغنام وتصدر إرترية منتوجات الألبان إلى إيطالية ويلاحظ ان الدولتين ارتريا والسودان بهما ثروة كبيرة من الانعام ولكن الانتاج غير مستثمر بصورة جيدة.
ظلت التجارة بين ارتريا والسودان تعاني من التهريب ودخول السلع بطريقة غير شرعية لذا نرى ان التعاون بين البلدين فى مجال التجارة مهم وان فتح التجارة الحدودية يقلل من نشاط التهريب، فتجارة الحدود تختلف عن التجارة المفتوحة لانها عبارة عن تبادل سلع بسلع وبذلك توفر النقد الاجنبي وتلعب دوراكبيرا في استتباب الامن ورفع المستوى المعيشى خاصة لسكان المناطق الحدودية. وحسناً فعلت ولاية كسلا بتوقيع بروتوكول التبادل التجارى بين ولاية كسلا ودولة اريتريا فى مارس من العام الماضى، وان كنا نرى ان توقيع المزيد من البرتكولات مهم خاصة بعد انشاء طرق برية تربط بين البلدين وأهمها طريق (كسلا اللفة - اريتريا)، وطريق (اريتريا - طوكر - قرورة) الذى شيد جزء مقدر منه وما تبقى قيد التشييد وهذه الطريق تتم بشراكة سودانية ارترية وتمويل عربي يأتى ذلك ضمن الطريق القارى الذى يبلغ (400) كيلومتر يصل حتى أسمرا (ثم مصوع).
 ويمكن ان تتضح اهمية هذه الطرق اذا طالعنا  حديث حسن فتحى مدير تجارة الحدود بولاية كسلا الذي قال إن الطريق القارى يعتبر إحدى الدعامات الإقتصادية والإجتماعية للبلدين خاصة وأن كل المناطق الحدودية بين السودان وإريتريا تشهد نشاطاً إقتصادياً كبيراً مما يدفع بزيادة الإيرادات فى الدخل القومى.([14])
والتـنقل للمواطنين عبر الحدود بالبطاقة ايضا سيدفع بتطورالعلاقات الاقتصادية والاجتماعية ويصب في استقرار المنطقة.
يجب ملاحظة ان امتداد الحدود بين الدولتين حوالي 605 كلم ومربع وتعتبر السودان اكبر جار عربي لارتريا اذا استثنينا جيبوتي.
تنحصر التجارة بين البلدين في سلع معينة فالسودان يستورد البن والشاى والاقمشة والجنزبيل والسكر ويصدر الى ارتريا الذرة والوقود والعلف الاخضر وبعض المنتجات المصنعة، ولابد من دراسة السوق التجاري وما يرتبط به من معاملات ومعرفة احتياجات كل بلد وما يمكن ان تقدمه والعمل على حل المشكلات والاستفادة من الخبرات بالبلدين في انشاء شراكات ليس على مستوى القطاع العام فحسب انما على مستوى القطاع الخاص ايضاً.
اما في جانب العمالة الارترية فعدد الاريتريين في السودان فاق (2) ألف عامل وفدوا الى البلاد أخيراً للبحث عن سبل العيش الرغد لذلك نجدهم ارتادوا مجالات متنوعة كصناعة الاطعمة (الطبخ) في المطاعم والكافتيريات وبعضهم عمل في جانب تصفيف الشعر بالكوافير والنساء منهم فضلن العمل في المنازل كـ(خادمات) وأيضاً ممارسة بيع (الشاي) (سيرفس) في المطاعم الكبيرة والشركات، هذه العمالة يمكن تدريبها والاستفادة منها حيث يعاني السودان من نقص في الايادي العاملة في كثير من المهن.
اما في مجال الطاقة فقد سبق السودان ارتريا في هذا المجال ويمكن ان يسهم بخبراته في مجال التعدين والبترول، كما نجد ان الكهرباء متوفرة في السودان ويمكن ان يمد السودان ارتريا باحتياجاتها من الطاقة الكهربائية.
اما في مجال التعليم فالسودان يمكن ان يتيح فرصاً كبيرة للطلاب الاريتريين في الدراسات الجامعية وما فوق الجامعية فالسودان له خبرة طويلة في مجال التعليم وبه عدد كبير من الجامعات التي تتوفر فيها اقسام الدراسات العليا وفي تخصصات مختلفة بينما ارتريا بها جامعة واحدة، وحتى في مجال تعليم الرحل ومن الامثلة على ذلك زيارة قام بها وفد برئاسة المدير العام للتعليم الأريتري موسى حسين قال عنها إنهم تعرفوا خلال زيارتهم على مستوى التخطيط المتبع لتعليم الرحل وعلى المناهج المختلفة لعدد من مجالات التعليم بالسودان، وأن وزارته وقفت على كل ما هو جديد في تجربة تعليم الرحل توطئة لنقلها لبلاده([15])
اما في مجال الاتصالات فيعد السودان من الدولة المتقدمة في هذا المجال ويمكن لارتريا ان تستفيد من ذلك سواء في مجال الخبرات او التدريب والتاهيل.
واما في مجال السياحة فارتريا يمكن ان تكون البديل لمناطق سياحية اخرى وذلك لقلة تكلفة السفر وقرب المكان وما تتمتع به ارتريا من مناخ رائع خاصة في العاصمة اسمرا، كما ان موقع السودان وارتريا على سواحل البحر الاحمر يعطيهما ميزة سياحية كبيرة لو استثمرت، كما ان تشجيع الساحة بين البلدين يقرب اكثر بين الشعبين ويقوي روابط ومشاعر التعاون بينهما.






















الخـاتمـة
تناولت هذه الورقة علاقات حسن الجوار بين السودان فعرفت مفهوم حسن الجوار موضحة موقع السودان واريتريا، ثم وضحت الورقة التداخل القبلي بين السودان واريتريا وامكانية  الاستفادة، بعد ذلك ذكرت الورقة المجالات االتي يمكن ان تتعاون فيها الدولتان لاستشراف مستقبل مشرق بالنسبة للدولتين وقد اجملتها في الزراعة والرعي والتجارة والسياحة والطاقة والاتصالات والتعليم.
وبعد ذلك خلصت الورقة الى النتائج والتوصيات الاتية:
اولاً- النتائج
 1- مبدأ حسن الجوار من المبادئ الاساسية في الاديان السماوية وبخاصة الدين الاسلامي والعلاقات الدولية.
2- يوجد تداخل قبلي بين السودان وارتريا.
3- المشاكل بين السودان وارتريا اسبابها سياسية في المقام الاول.
4- يمكن اقامة علاقة جيدة في كثير من المجالات بين الدولتين.
ثانياً- التوصيات
1-العمل على قيام مشروعات تنمية بين البلدين تستغل فيها الامكانات المتوفرة في كل بلد.   
2- ايجاد تعاون اقتصادي وثقافي وخاصة في مناطق الحدود فهذا يساعد على الاستقرار والتعايش السلمي ويمنع عمليات التهريب.
3- الاستفادة من التداخل القبلي بين الدولتين خاصة بعد التنقل بالبطاقة.
4- اكمال الطرق البرية بين البلدين وانشاء المزيد لتسهيل التنقل وانسياب التجارة بين البلدين.


المراجع
اولاً - كتب
1- احمد عبدالله ادم، قبائل السودان نموذج التمازج والتعايش، بدون تاريخ
2 - محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، دار طوق النجاة ، 1422هـ ،ج8
3 - مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بَابُ بَيَانِ تَحْرِيمِ إِيذَاءِ الْجَار، دار إحياء التراث العربي – بيروت
4 - محمد عثمان ابوبكر، تاريخ ارتريا المعاصر ارضاً وشعباً، القاهرة 1994م
5 - د. محمد صغيرون الشيخ الفكي، بناء الامم: ارتريا من الثورة الى الدولة، المركز العالمي للدراسات الافريقية، 2010م
ثانيا - اوراق
[1] - د. كمال محمد جاه الله ورقة (غير منشورة) مقدمة لندوة تعزيزالعلاقات السودانية الإفريقية عن التداخل القبليّ واللغويّ بين السودان والدول الإفريقية، الخرطوم، قاعة الصداقة، 5 أغسطس2009
ثالثاً - صحف
[1] - صحيفة الرأي العام، العدد476261،19يونيو 2011م
2 - صحيفة الجزيرة، الثلاثاء 20 ربيع الأول 1430 العدد  13319
3- صحيفة آخر لحظة، 3يوليو 2011م
رابعاً – مواقع على النت
[1] - موقع سودانيز أونلاين
 2- موقع مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية  والاستراتيجية
 3- موقع شبكة الشروق



[1] - جاء في الديباجة: نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزانا يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية، وأن نبين الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي، وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدما، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.
وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا: أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن نعيش معا في سلام وحسن جوار، وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي، وأن نكفل بقبولنا مبادئ معينة ورسم الخطط اللازمة لها ألا تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة، وأن نستخدم الأداة الدولية في ترقية الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها، قد قررنا أن نوحد جهودنا لتحقيق هذه الأغراض،ولهذا فإن حكوماتنا المختلفة على يد مندوبيها المجتمعين في مدينة سان فرانسيسكو الذين قدموا وثائق التفويض المستوفية للشرائط، قد ارتضت ميثاق الأمم المتحدة هذا، وأنشأت بمقتضاه هيئة دولية تسمى "الأمم المتحدة".
[2] - سورة النساء، آية36
[3] - محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، دار طوق النجاة ، 1422هـ ،ج8 ،ص10
[4] - مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بَابُ بَيَانِ تَحْرِيمِ إِيذَاءِ الْجَار، دار إحياء التراث العربي – بيروت،ج1، ص 68
[5] - صحيفة الجزيرة، الثلاثاء 20 ربيع الأول 1430   العدد  13319، ص 1
[6] - محمد عثمان ابوبكر، تاريخ ارتريا المعاصر ارضاً وشعباً، القاهرة 1994م، ص34
[7] - د.محمد صغيرون الشيخ الفكي، بناء الامم: ارتريا من الثورة الى الدولة، المركز العالمي للدراسات الافريقية، 2010م، ص395
[8] - صحيفة اخر لحظة، الاحد 3يوليو 2011م
[9] - موقع سودانيز أونلاين
[10] - المرج السابق
[11] - احمد عبدالله ادم، قبائل السودان نموذج التمازج والتعايش، بدون تاريخ، ص 41
[12] - د. كمال محمد جاه الله ورقة (غير منشورة) مقدمة لندوة تعزيزالعلاقات السودانية الإفريقية عن التداخل القبليّ واللغويّ بين السودان والدول الإفريقية، الخرطوم، قاعة الصداقة، 5 أغسطس2009
[13] - موقع:مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية  والاستراتيجية
[14] - صحيفة الرأي العام، العدد476261،19يونيو 2011م، ص1
[15] - موقع شبكة الشروق

كناب النظم السياسية وتجارب الحكم في السودان

في هذا الكتاب »النظم السياسية وتجارب الحكم في السودان« لمؤلفه الاستاذ الكاتب الصحفي والمعلم الكبير الدكتور عبداللطيف محمد سعيد.. يقول المؤلف عن كتابه الفخيم هذا:
إنه محاولة للكتابة عن النظم السياسية والتركيز على تجارب الحكم في السودان.
ويحدثنا عن نهجه في طرح دراساته وبحوثه هذه بالقول:
- إننا بداية عرفان معنى النظم السياسية ثم تناولنا أنواع أنظمة الحكم المختلفة والمفاهيم السياسية حولها مع توضيح آراء الفلاسفة الغربيين عن الدولة، وآراء بعض المفكرين الاسلاميين وحاولنا بيان نوع الحكم في السودان.. بعد ذلك كتبنا عن تجارب الحكم في السودان، بدءا بالمهدية مروراً بفترات الحكم الديمقراطي والحكم العسكري.
وقال المؤلف: إنها محاولة راجياً ان تكون إضافة الى المكتبة السودانية وأن تعين الطلاب والباحثين وأن تكون إضافة الى كتابيه السابقين »العلاقات العامة نشأتها وتطورها في السودان«، و»العلاقات السياسية الدولية« وكلها محاولات للكتابة عن السودان نسأل الله التوفيق.
ويدلنا على أهمية هذا الكتاب تلك المناحي التي اهتم بها وكرس لها جهداً كبيراً لأن تفي بمبانيها ومقاصدها.. تناول المؤلف في البداية النظم السياسية التي خصها بمبحثه الأول ضمن الفصل الأول للكتاب ليجيء المبحث الثاني عن »الفصل بين السلطات« وليجيء المبحث الثالث عن نظام الحكم في السودان.
ü الفصل الثاني من هذا الكتاب المهم »النظم السياسية وتجارب الحكم في السودان« خصصه المؤلف »للدولة«.. بحث فيه نظريات قيام الدولة.. ثم الدولة وتعريفها.. ومن ثم مفهوم الدولة في الاسلام.
وليطل علينا بحثه في الفصل الثالث عن الدولة في الغرب بادئاً بشرح مفهوم الدولة »في الغرب« ثم أنواع أنظمة الحكم ويخصص المؤلف بحثه في فصل كتابه الرابع لأنظمة الحكم في السودان ابتداء بدولة المهدية ومن بعدها تجارب الحكم الاخرى في السودان لينتهي عند تجربة الإنقاذ في الفصل الخامس والأخير.
يقول المؤلف في تعريف النظام السياسي في ظل تعدد التعريفات
 لمصطلح النظم السياسية ما بين تقليدي وحديث.. إذ التعريف التقليدي للنظام السياسي أنه نظام الحكم أي المؤسسات الحكومية الثلاث تنفيذية وتشريعية وقضائية، هذا ا لتعريف يربط النظام السياسي بالدول وهو مستمد من التعريف التقليدي لعلم السياسة.
ويقول المؤلف:
فقد عرّف محمد بشير الكافي النظام بأنه الظواهر والبنى السياسية مما يفيد تبلورها وانظامها في قواعد ومصالح وقيم واتجاهات متمايزة حيث يتضمن النظام من الناحية السياسية مباديء وإجراءات ومؤسسات وأجهزة تنظيمية تعمل لتحقيق هدف أو مصلحة ما وكثيراً ما يحمل المصطلح في القاموس السياسي معنى قيادة وتركيب الحكم في بلد ما.
ثم يتجه بنا الدكتور عبداللطيف محمد سعيد الى التعريف الحديث للنظام السياسي.. يرى ان التطور الذي عرفه علم السياسة بعد تعقد الحياة السياسية وتجاوزها لحدود الدولة، دفع علماء السياسة بأنه علم السلطة، وفي هذا إشارة الى نوع الحكم فعرفته موسوعة العلوم السياسية بأن النظام السياسي هو مجموع التفاعلات والأدوار المتداخلة والمتشابكة التي تتعلق بالتخصيص السلطوي للقيم - أي بتوزيع الأشياء ذات القيمة بموجب قرارات سياسية ملزمة للجميع أو التي تتضمن الاستخدام الفعلي أو التهديد باستخدام الارغام المادي المشروع في سبيل تحقيق تكامل وتكيف المجتمع على الصعيدين الداخلي والخارجي أو التي تدور حول القوة والسلطة والحكم أو التي تتعلق بتحديد المشكلات وصنع وتنفيذ القرارات السياسية.
وهذا يعني ان النظام السياسي برغم انه يشمل الدولة ونظام الحكم فيها، ولكنه قد يتجاوزها ليستوعب علاقات وتفاعلات سلطوية، إما مشمولة بالدولة كالأحزاب والجماعات العرقية والطائفية ذات الثقافات المغايرة والمضادة للدولة وإما تتعدى حدود الدولة كظاهرة الارهاب الدولي أو العنف متعد] القوميات أو حركات التحرر الوطني أو التداعيات السياسية للعولمة.
ويضيف المؤلف على وجه الشمول بقوله:
»في رأيي انه يوجد تعريف أشمل ينص على أن النظام السياسي هو نظام اجتماعي وظيفته إدارة موارد المجتمع استناداً الى سلطة معطاة له وتحقيق الصالح العام عن طريق سن وتفعيل السياسات، وللنظام السياسي صورتان هما »سلوكية« و»هيكلية« فالنظام السياسي في صورته »السلوكية« هو تلك المجموعة المترابطة من السلوك المقنن الذي ينظم عمل كل القوى والمؤسسات والوحدات الجزئية التي يتألف منها.
أما النظام السياسي في صورته »الهيكلية« هو عبارة عن مجموعة المؤسسات التي تتوزع بينها عملية صنع القرار السياسي وهي المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
وطرح المؤف قضية الفصل بين السلطات وهي من القضايا بالغة الأهمية في هيكلة الدولة كما نعرف. يقول المؤلف: إن مبدأ الفصل بين السلطات لم يظهر في الفكر السياسي الأعلى يرى جون لوك العام 1689م ثم تبناه مونتسكيو الذي كان أول من صاغه صياغة متكاملة في كتابه روح القوانين في العام 1748م ونقطة البداية عند مونتسكيو هي ان وظائف الدولة الأساسية ثلاث:
ü الوظيفة التشريعية والوظيفة التنفيذية والوظيفة القضائية، ويتعين لضمان الحرية إعمال مبدأ الفصل بين السلطات وعلة ذلك في رأي مونتسكيو هو ان كل إنسان يمسك بالسلطة يميل الى إساءة استعمالها ولا يتوقف إلا عندما يجد أمامه حدوداً، ولمنع إساءة استعمال السلطات يجب ترتيب الأمور بحيث توقف السلطة وقد سيطر مبدأ الفصل بين السلطات منذ منتصف القرن الثامن عشر على التاريخ الدستوري في الولايات المتحدة وفرنسا منذ الثورة سنة 1789م، كما كان موثراً على النظم السياسية في البلاد الأوروبية كافة معتدلة أي حكومات ليست استبدادية لأن الاستبداد يكون مصحوباً بالعنف والحكومات المعتدلة تأخذ شكلين: الجمهورية التي قد تكون ديمقراطية أو ارستقراطية والملكية، ورغم ذلك فإن الحرية السياسية لا توجد دائماً في كل الدول المعتدلة، إن الحرية لا توجد إلا عندما يساء استعمال السلطة، وقد أثبتت التجربة دائما أن كل إنسان بيده سلطة ينزع الى اساءة استعمالها وهو يتمادى الى ان يجد حدوداً، لقد اعتبرت الثورة الفرنسية ان فكرة مونتسكيو عن مبدأ الفصل بين السلطات شبه مقدسة ولكن الفكر المعاصر ينظر الى مونتسكيو باعتباره من رواد علم الاجتماع السياسي اكثر من كونه فقيهاً قانونياً، فلم يكن مونتسكيو يدعي أنه صاغ فكرة مقدسة.. وإنما أرسى مبدأ من مباديء فن السياسة وقد استخلص هذا المبدأ من ملاحظاته على ما يجري على مسرح السياسة في انجلترا.
(هذا العرض كتبه الاستاذ محمد صالح يعقوب بصحيفة الرأي العام السودانية)

الأحد، 4 سبتمبر 2011

ابن حنبل واستغفار الخباز

ابن حنبل واستغفار الخباز
في عصر الشيخ أحمد بن حنبل ، كان الشيخ احمد مسافراً فمر بمسجد يصلي فيه ولم يكن يعرف احداً في تلك المنطقة وكان وقت النوم قد حان فافترش الشيخ أحمد مكانه في المسجد واستلقى فيه لينام وبعد لحظات إذا بحارس المسجد يطلب من الشيخ عدم النوم في المسجد ويطلب منه الخروج وكان هذا الحارس لا يعرف الشيخ احمد ، فقال الشيخ احمد لا أعرف لي مكان أنام فيه ولذلك أردت النوم هنا فرفض الحارس أن ينام الشيخ وبعد تجاذب أطراف الحديث قام الحارس بجر الشيخ احمد إلى الخارج جرا والشيخ متعجب حتى وصل إلى خارج المسجد . وعند وصولهم للخارج إذا بأحد الاشخاص يمر بهم والحارس يجر الشيخ فسأل ما بك ؟فقال الشيخ أحمد لا أجد مكانا أنام فيه والحارس يرفض أن أنام في المسجد، فقال الرجل تعال معي لبيتي لتنامهناك، فذهب الشيخ أحمد معه وهناك تفاجأ الشيخ بكثرة تسبيح هذا الرجل وقد كان خبازاً وهو يعد العجين ويعمل في المنزل كان يكثر
من الاستغفار فأحس الشيخ بأن أمر هذا الرجل عظيم من كثرة تسبيحه ..فنام الشيخ وفي الصباح سأل الشيخ الخباز سؤالاً قال له : هل رأيت أثر التسبيح عليك؟ فقال الخباز نعم ووالله إن كل ما أدعو الله دعاءاً يستجاب لي، إلا دعاءاً واحدا لم يستجاب حتى الآن ،فقال الشيخ وما ذاك الدعاء ؟ فقالالخباز أن أرى الإمام أحمد بن حنبل... فقال الشيخ أنا الإمام أحمد بن حنبل فوالله إنني كنت أجرّ إليك جراً، وها قد أستجيبت دعواتك كلها

الأربعاء، 15 يونيو 2011

سن القبول ومأساة الطالب الجامعي

سن القبول ومأساة الطالب الجامعي
وقفت كثيراً في مقام سن القبول بتعليم الأساس و تمنيت أن اسمع أراء الأساتذة والاختصاصيين في هذا المجال، وقلت ان قبول الطفل في مرحلة الاساس وهو دون السابعة مضر وان بدأ الطفل اكثر ذكاء ونبوغاً فهو في هذا العمر يقلد اكثر مما يفكر... ويتضح الامر عند دخول الطفل الى الجامعة فنجد الطالب الجامعي اليوم ضعيف الشخصية سطحي في تفكيره يتصرف كطفل ولا يتصرف كناضج وكل ما حفظه في مرحلة الاساس ضاع ويتساوى في ذلك اناشيد الروضة وسور القرآن الكريم، فهل لاحظ اولياء الامور ذلك؟ فالقبول في سن مبكرة جعل حياة الطالب الجامعي مأساة.
ولماذا لا تحدد وزارة التربية والتعليم سناً للقبول لا يجوز تجاوزها وقديما في السودان كان القبول لايتم الا في سن السابعة بعد ان تمر مرحلة الطفولة دون ان نملأ عقل الطفل بالواجبات المدرسية ونحرمه من فتر بناء الشخصية.
  مشرفة روضة أطفال عملت لعدة سنوات مشرفة ثم امتلكت روضة خاصة وهي خريجة جامعية ولكنها لان تركت العمل في رياض الأطفال لتحكي لي عن أولياء الامور وتقول إنهم يصرون على قبول أطفالهم بالروضة رغم صغر سنهم ويرفضون الحضانة لان رسومها أعلى والأمهات لا يجدن الوقت لان ظروف عملهن لا تسمح لهن بالبقاء بالمنزل والجدات أما يقمن في مناطق بعيدة أو هن أيضا عاملات خاصة وان سن الجدات انخفضت وانعدم السكن في البيت الكبير الذي كان يضم إلى جانب الجدة الخالات والعمات وبعد أن يقضي الطفل سنتين في الروضة التي دخلها وهو في سن صغيرة لا يجد أمامه سوى مدرسة الأساس التي يدخلها الأغلبية وهم دون السادسة، فإذا أردنا أن نحافظ على دخول الأطفال وهم في سن السابعة فعلينا أن نخفض رسوم الحضانة وكذلك رسوم الرياض التي اغلبها إن لم تكن كلها خاصة وقالت لي لن تصدق إذا قلت لك إن رسوم بعض الرياض أعلى من رسوم الجامعة لذا يسعى أولياء الامور للانتهاء من فترة الروضة ونقل طفلهم إلى مرحلة الأساس.
كشفت الأخت ذات الخبرة جانباً مهماً وهو جانب الرسوم العالية ولا ندري ما هو رأي وزارة التربية والتعليم وقسم التعليم قبل المدرسي في مسألة الرسوم العالية التي تفرضها معظم الرياض؟ وحتى لا نعمم فهناك رياض داخل الأحياء رسومها اقل ولكن يبقى هناك نوع الدراسة والخدمات فالرياض الفاخرة بها خدمات إضافية ومناهج متطورة كتدريس اللغة الإنجليزية والموسيقى ولها مباني خاصة لا تشبه تلك التي توجد داخل الأحياء أو ملحقة بمدارس الأساس أو مشيدة في جزء من ميدان عام أو حديقة بائسة داخل الحي ترعى بها الأغنام وفي الرياض الراقية يتم ترحيل الطفل بمراقبة مشرفة.
إذاً لمشكلة سن القبول جوانب كثيرة تتطلب تضافر الجهود لإيجاد الحلول لها وتحتاج إلى سماع أراء أهل التخصص والدراية والعلم فهل نسمع أصواتهم؟
                              والله من وراء القصد

آهات المعلم الذي يحترق!

آهات المعلم الذي يحترق!
قبل بداية العام الدراسي الجديد يجب حل مشاكل المعلم اولاً فالمعلم الذي قيل عنه انه الشمعة التي تحترق لتنير الطريق للاخرين يعاني من الظلم...  حتى صار في السودان المعلم تحرقه الدولة بنار الاهمال وعدم التقدير! لا نريد الحديث عن الفرق بين حافزه الذي صرفه مقابل المراقبة واعمال الكنترول والتصحيح وحافز الدكتور الذي بلغ الملايين وانما نريد الحديث عن راتبه الضعيف جداً والذي لا يصرفه اول الشهر ولكنه يتأخر ويتكرر التأخير كل شهر ولا احد يستجيب ولا احد يعالج! ونسأل اهل الحافز المليوني هل تتأخر مرتباتهم كما تتأخر مرتبات المعلمين؟ هل يتذكر هؤلاء قرار الرئيس او تصريحاته بان يصرف المعلم مرتبه قبل الدستوريين وهل تحقق ذلك؟ وهل صار مرتب المعلم اعلى مرتب في الدولة كما اوصى السيد رئيس الجمهورية؟
لقد قلت كثيراً اننا ننتظر انصاف المعلم على كل المستويات ونذكر بالخير كله الاستاذ عبد الباسط سبدرات ايام كان وزيرا للتربية والتعليم وانجازاته التي منها بطاقة المعلم والتي صارت بعده لا تفعل شيئاً سوى السماح لحاملها بدخول المستشفى للزيارة فقط وليس العلاج... حتى صار الحديث عن تلك البطاقة مثار سخرية واستهزاء فقد سمعت يوما احد الضباط يقول لزميله عبر الهاتف انه اليوم يعمل في البطاقة التي تدخل المستشفى ولم يقل بطاقة المعلم... هل الحكمة من ان هذه البطاقة لا تدخل إلا المستشفى تدل على ان الدولة تعترف بانها تسبب الامراض للمعلم؟ هل ستفعل هذه البطاقة خاصة بعد السجل المدني ام انها ستلغى ونرتاح من استخراجها وتجديدها والاجراءات الطويلة وهو  امر لا يتم الا في السجانة؟
هل نتوقع هذا العام وبعد الحديث عن الحوافز المليونية وبعد الذل وعدم الاهتمام الذي عان منه المعلم يوم صرف حافزه عن المراقبة واعمال الكنترول هل نتوقع مع اطلالة العام الجديد ان ينصف المعلم ام اننا سنعود ونكتب نفس الكلام الذي تعبنا منه وتعبت منه مجالس المدينة ولكن لا احد يسمع؟
اما الجانب الاخر من عدم انصاف المعلم فحكاية الترقيات... هل يصدق القارئ ان المعلم عليه متابعة ترقيته بنفسه؟ وبالوزارة عشرات الموظفين ولا اظن ان ترقياتهم تتأخر ففي يدهم القلم وقديما قيل (الفي يدو القلم ما بكتب نفسه شقي) وان الترقيات تفتقر الى المساواة؟ وان شعار هذه حالة فردية يقال لعشرات المعلمين والمعلمات كاعتذار لتأخر الترقية؟ وحتى بعد الترقية تطل مشكلة صرف الفروقات وان فروقات بعض السنوات تسقط ولا يدخل هذا من باب اكل مال الناس بالباطل!
نأمل ان يتبدل الحال هذا العام وان ينصف المعلم وان نكتب مشيدين بالوزارة والوزير ونكف عن الكتابة عن مشاكل المعلم وظلمه واولها ان تصرف المرتبات مع بداية الشهر. واخرها تفعيل بطاقة المعلم حتى لا يقتصر دورها على دخول المستشفى فقط.
والله من وراء القصد

الخميس، 26 مايو 2011

الزي الجامعي كيف ومتى يطبق؟

الزي الجامعي كيف ومتى يطبق؟
منذ ان ابتدع نميري ذلك الزي المدرسي المصنوع من الدمورية وهو اشبه بزي المساجين صار الزي المدرسي مكروها ولا احد يرتديه الا اثناء اليوم الدراسي ويتخلص منه بمجرد دخوله المنزل.
سارت الانقاذ على طريق جعفر نميري وفرضت الزي المدرسي بل ارتقت اكثر وفرضت العباءة على طالبات الجامعة فمثلاً طالبات الاسلامية والقرآن الكريم نجدهم في عباءات سوداء لا ندري ما الحكمة من ورائها؟ وكان الاسلام لا يعرف من الالوان إلا الاسود الكئيب الذي يرمز الى الاحزان وقد اعتدنا في السودان ان لم يكن في كل العالم على اعتباره لون الحداد.
وقفنا كثيراً في مقام الزي الجامعي وقلنا ان الامر امر تربية ولا يتم قسراً وفي مراحل الجامعة... قلنا لا بد من اختيار اللون والنوع في كل المراحل.
في الجامعة الامر يحتاج الى تخطيط واتخاذ القرار ونحن نعرف شروط القرار الاداري الناجح ومنها ان نشرك الاخرين في اتخاذه فلو فعلت الجامعة ذلك هل كنا سنشهد مظاهرات الرفض والاحتجاج؟ لا اعتقد.
ماذا لو طرحت جامعة السودان انواعا من الزي وخيرت الطالبات بين هذه الانواع؟ ان الطالب الجامعي والطالبه الجامعية اليوم يأتون الى الجامعة وهم في سن مبكرة بعد ضياع سنة بفعل المنهج الجديد وبسبب الدخول المبكر الى مدرسة الاساس ولذلك اسبابه ومنها عدم التخطيط للتعليم قبل المدرسي الذي يدفع اولياء الامور لاختصار سنواته وادخال الطفل الى مرحلة الاساس لعدم القدرة على تحمل مصاريف الروضة العالية، وفي هذه المرحلة يرفض الطالب او الطالبات كل امر يأتي من الاكبر حتى ولو كانت ادارة الجامعة.
ادارة جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا فرضت الزي الموحد على الطالبات والطلاب فماذا كانت النتيجة؟ كانت الرفض وتطور الرفض الى رفض حتى الزي المحتشم الذي رفعه اتحاد الطلاب ونظّمت الطالبات مخاطبات عامة أمام بوابات الجناح الجنوبي للجامعة، أعلنّ فيها قرارهن كطالبات بالجامعة برفض قرار الزي الموحد، ونفذنّ إعتصاماً أمام مكتب مدير الجامعة، وطالبن بقرار ممهور بتوقيع مدير الجامعة يقضي بإلغاء الزي الموحد. 
ان القانون الذي طبقه  أفراد ومرابطات الحرس الجامعي ومنعوا الطالبات منذ الصباح الباكر من الدخول إلى الجامعة بحجة عدم إرتداء الزي، في وقت سمحوا فيه للطالبات اللائي يرتدين عباءات بالدخول، دفع الطالبات الى مخاطبات عامة أمام بوابات الجناح الجنوبي للجامعة، أعلنّ فيها قرارهن كطالبات بالجامعة برفض قرار الزي الموحد، ونفذنّ إعتصاماً أمام مكتب مدير الجامعة، وطالبن بقرار ممهور بتوقيع مدير الجامعة يقضي بإلغاء الزي الموحد.
هل كانت الحكمة من فرض الزي الموحد هي خلق فوضى وتعطيل للدراسة فهل هذا ما ارادته ادارة الجامعة؟
لماذا لم تعمل الجامعة على الترغيب والتدرج كجعل مرحلة انتقالية مثلا بين الفرض والاختيار لان ذلك يوفر قدراً من حرية الاختيار ويؤدي الى سيادة الاحسن؟
نرجو من ادارة جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا توخي الحكمة واختيار الوقت فاليوم ليس هو اليوم المناسب للمنع والالزام والعالم العربي تجتاحه ثورة الشباب، ويكفي ان الطالبات أعربن عن أملهن في توحيد التنظيمات كافة خلف موقف موحد تجاه رفض قضية الزي الموحد.
والله من وراء القصد

الاثنين، 4 أبريل 2011

وقفة مع آية

وقفة مع آية
د.عبداللطيف محمد سعيد
استوقفتني هذه الآية {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } (سورة النمل، اية 18) فلقد وجدت في نصيحة النملة عشرة أنواع من الخطاب وان النمل خوطب خطاب العُقلاء.
فاما عن مخاطبة النمل خطاب العقلاء فقد جاء عنه: فهم سليمان قول النمل وصارت بمنزلة من يعقل في الفهم عنها ، فأخبر عنها كما يخبر عن من يعقل، فلذلك قال : {قَالَتْ} لأنه لما جعل لهم قولا كالآدميين خوطبوا بخطاب الآدميين فأخرج خطابهم على مثال خطاب بني آدم، إذ كلَّمتهم وكلَّموها فجعلها قائلة والنمل مقولاً لهم كما يكون في أولي العقل فالهاء والميم والياء والنون من كنايات من يعقل، لأنه لما أخبر عنها بفعل من يعقل عبّر عنها بكناية من يعقل (فشبه ذلك بمخاطبة العقلاء ومناصحتهم ولذلك أجروا مجراهم)
قال الزَّمخشَريُّ - رحمه الله - في  الكشَّاف:(ولمَّا جَعَلَها قائلةً، والنَّمل مقولاً لهم - كما يكونُ في أُولي العقلِ أجرَى خطابهم [ كذا ] مجرَى خطابهم)
وقال أبو حيَّان - رحمه الله - في  البحر المحيط:(وجاء الخطاب بالأمرِ كخطابِ من يَعْقِلُ في قوله: (ادخُلوا ) - وما بعده - لأنَّها أَمَرَتِ النَّمْلَ كأمْرِ مَن يعقلُ، وصَدَرَ مِنَ النَّمْلِ الامتثالُ لأمرِها ).
اما عن انواع الخطاب فجاء في نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري : فجمع في هذا على لسان النملة بين النداء والتنبيه والأمر والنهي والتحذير والتخصيص والعموم والإشارة والإعذار.
قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة: فتكلمت بعشرة أنواع من الخطاب في هذه النصيحة النداء والتنبيه والتسمية والامر والنص والتحذير والتخصيص والتفهيم والتعميم والاعتذار فاشتملت نصيحتها مع الاختصار على هذه الانواع العشرة ولذلك اعجب سليمان قولها وتبسم ضاحكا منه وسال الله ان يوزعه شكر نعمته عليه لما سمع كلامها..
قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة: فتكلمت بعشرة أنواع من الخطاب في هذه النصيحة النداء والتنبيه والتسمية والامر والنص والتحذير والتخصيص والتفهيم والتعميم والاعتذار فاشتملت نصيحتها مع الاختصار على هذه الانواع العشرة ولذلك اعجب سلميان قولها وتبسم ضاحكا منه وسال الله ان يوزعه شكر نعمته عليه لما سمع كلامها.
ومن باب التطبيق وإعمال أنواع الخطاب في الآية {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون} النداء في حرف النداء يا، والتنبيه في هاء أيّها، والتسمية بالنمل، والأمر في فعل الأمر ادخلوا، والنّص في مساكنكم،
والتحذير في لايحطمنكم، والتخصيص في سليمان، والتفهيم في وجنوده، والتعميم في قولهاهم، والاعتذار في قولها وهم لا يشعرون.
قرأتُ في شفاء العليل فوائد فريدة ذكرها ابن القيِّم -رحمه الله- في هداية الله -سبحانَه- للنمل ( ويكفي في هداية النَّمل ما حكاه اللهُ -سُبحانهُ- في القرآنِ عن النَّملة التي سمع سليمان كلامَها وخطابَها لأصحابِها بقولِها: {يا أيُّها النَّملُ ادخُلوا مَساكِنَكُم لا يَحطِمَنَّكُم سُليْمانُ وجُنودُه وهُم لا يَشعُرونَ}:فاستفتحتْ خطابَها بالنِّداء الذي يَسمعُه مَن خاطبتْه، ثم أتتْ بالاسمِ المُبهَم، ثم أتبعتْه بما يُثبتُه من اسم الجِنس، إرادةً للعُموم، ثم أمرتْهم بأن يدخُلوا مساكنهم فيتحصَّنون من العسكر، ثم أخبرت عن سبب هذا الدُّخول؛ وهو خشية أن يصيبَهم معرة الجيش فيحطمهم سليمان وجنودهم ثم اعتذرتْ عن نبي الله وجنوده بأنهم لا يشعرون بذلك، وهذا مِن أعجب الهداية.ثم قال: {حتَّى أتَوا على وادِ النَّملِ} فأخبر أنهم بأجمعهم مَروا على ذلك الوادي، ودلَّ على أن ذلك الوادي معروفٌ بالنَّمل -كوادي السِّباع ونحوه-.
ثم أخبر بما دلَّ على شِدة فِطنة هذه النَّملة ودِقَّة معرفتِها حيث أمرتْهم أن يدخلوا مساكنهم المختصَّة بهم، فقد عرفتْ -هي والنَّمل- أن لكلِّ طائفةٍ منها مسكنًا لا يدخل عليهم فيه سِواهم.ثم قالت: {لا يَحطِمنَّكُم سُليمانُ وجُنودُه}: فجمعتْ بين اسمِه وعَينه، وعرفتْه بهما، وعرفتْ جنودَه وقائدها.
ثم قالت: {وهُم لا يَشعُرون}: فكأنها جمعتْ بين الاعتذار عن مضرَّة الجيش بكونِهم لا يشعرون وبين لَوم أمَّة النَّمل حيث لم يأخذوا حذرهم ويدخلوا مساكِنهم؛ ولذلك: تبسَّم نبيُّ الله ضاحكًا من قولها؛ وإنَّه لموضع تعجُّب وتبسُّم)

الثلاثاء، 29 مارس 2011

كتاب النظم السياسية وتجارب الحكم في السودان

المـقدمـة
هذه محاولة للكتابة عن النظم السياسية والتركيز على تجارب الحكم في السودان.
بداية عرفنا معنى النظم السياسية ثم تناولنا أنواع أنظمة الحكم المختلفة  والمفاهيم السياسية حولها مع توضيح آراء الفلاسفة الغربيين عن الدولة وآراء بعض المفكرين الإسلاميين، وحاولنا بيان نوع الحكم في السودان.
بعد ذلك كتبنا عن تجارب الحكم في السودان بدءاً بالمهدية مروراً يفترات الحكم الديمقراطي والحكم العسكري.
إنها محاولة نرجو أن تكون إضافة إلى المكتبة السودانية وان تعين الطلاب والباحثين  وان تكون إضافة إلى الكتابين السابقين (العلاقات العامة نشأتها وتطورها في السودان) و(العلاقات السياسية الدولية) وكلها محاولات للكتابة عن السودان نسأل الله أن يوفقنا فيها.
وأخيراً الشكر لكل من ساهم في إخراج هذا الكتاب.
د. عبداللطيف محمد سعيد
امدرمان
ديسمبر 2010م