حادثة المولد العنف يولد العنف
شهدت ساحة المولد النبوي الشريف بامدرمان واقعة هي الأولى من نوعها في السودان فقد وقع صدام بين أنصار السنة وبعض الطرق الصوفية مما استدعى تدخل قوات الشرطة لفض الاشتباك.
إننا نستنكر ما حدث لأنه يدل على الفوضى والهمجية وعدم احترام الرأي والرأي الاخر، ونرى ان الاختلاف في الرأي حين تسنده القوة هو بداية الفتنة والتجربة والتاريخ يقولان ذلك... فيوم ان دعم السيف الرأي في دولة الخلافة الإسلامية جمد الاجتهاد وضاعت الخلافة.
إننا حين نلجأ الى القوة والقتال فاننا ننفذ مخطط أعداء الإسلام الذين قالوا ان محاربة الإسلام لن تنجح الا اذا حاربناه بالإسلام! فكونوا الطوائف والفرق التي تنفذ لهم مخططهم لضرب الإسلام ووحدة المسلمين فصرنا طوائف وفرقاً وكل فرقة تخالف وتحارب الاخرى بدلا من ان تحارب أعداء الإسلام وليت الأمر اقتصر على مخالفة الرأي والنقاش والجدال بل تطور الى القوة والعنف.
اذا نظرنا الى ما حدث في لبنان فسندرك ذلك... وتتواصل المؤامرة وتمتد الى أفغانستان والصومال، واليوم وصلت جمهورية مصر العربية وبدأت في السودان فهل نحن مدركون لهذه للمؤامرة أم اننا نساعد على الفرقة والتشتت وضرب العقيدة وتقتيل أهل القبلة؟
إن ما حدث بميدان المولد بامدرمان بداية لن تتوقف إذا لم نحكم العقل ونحسم الأمر قبل أن يستفحل فان العنف يولد العنف.
ونعود ونسأل لماذا حدث ما حدث ونحن نحتفل بمناسبة دينية تتكرر منذ ألاف السنين؟ اننا ندرك ان البعض يرون ان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة بينما يرى اخرون عكس ذلك، فهل هذا الخلاف لا يمكن حسمه بالنقاش والإقناع؟ هل العنف واطلاق الألفاظ التي لا تتناسب مع عقيدة المسلم من الأشياء التي تحسم الامور؟
ان ما حدث بميدان المولد بامدرمان اعلن بداية الفتنة وانها لن تتوقف وانها ستعم وستهدد امن المواطن ثم امن الوطن.
إنها البداية فلابد من العلاج السريع وعدم الاستهانة بالامور ، ومن البحث عن الاسباب، والاستفادة من التجارب.
لقد سبق صدام المولد احداث لم نقف عندها كثيراً فقد تم حرق أكثر من ضريح ومر الأمر دون محاسبة او اهتمام يتناسب مع الحدث فنسي الناس الأمر ولم يتوقفوا عنده كثيراً وشهدنا تبادل الاتهامات اكثر من البحث عن الأسباب واعتقد ان ما حدث بميدان المولد بامدرمان كان نتيجة ما حدث سابقاً من حرق وتبادل اتهامات.
المطلوب اليوم ليس البحث عن الضحية والجاني ولكن البحث عن الاسباب وايجاد العلاج فالسودان فيه ما يكفيه من مشاكل ولا يحتاج الى مشكلة من نوع جديد شاهدنا اثارها في دول اخرى قادتها الى الخراب والدمار فهل سنضحي بالسودان ونقول انه مجرد صدام داخل ميدان المولد وتم احتواءه؟ ام اننا سنبحث عن الاسباب ونعالج حتى لا يتكرر الصدام ثانية ونفقد الأرواح ونهدد الأمن العام؟
والله من وراء القصد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق