المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 29 مارس 2011

كتاب النظم السياسية وتجارب الحكم في السودان

المـقدمـة
هذه محاولة للكتابة عن النظم السياسية والتركيز على تجارب الحكم في السودان.
بداية عرفنا معنى النظم السياسية ثم تناولنا أنواع أنظمة الحكم المختلفة  والمفاهيم السياسية حولها مع توضيح آراء الفلاسفة الغربيين عن الدولة وآراء بعض المفكرين الإسلاميين، وحاولنا بيان نوع الحكم في السودان.
بعد ذلك كتبنا عن تجارب الحكم في السودان بدءاً بالمهدية مروراً يفترات الحكم الديمقراطي والحكم العسكري.
إنها محاولة نرجو أن تكون إضافة إلى المكتبة السودانية وان تعين الطلاب والباحثين  وان تكون إضافة إلى الكتابين السابقين (العلاقات العامة نشأتها وتطورها في السودان) و(العلاقات السياسية الدولية) وكلها محاولات للكتابة عن السودان نسأل الله أن يوفقنا فيها.
وأخيراً الشكر لكل من ساهم في إخراج هذا الكتاب.
د. عبداللطيف محمد سعيد
امدرمان
ديسمبر 2010م

مقدمة كتاب العلاقات العامة نشأتها وتطورها في السودان

مـقـدمـة
هذا جهد متواضع في علم العلاقات العامة بعد ان درست مادة العلاقات العامة لسنوات امتدت لخمس عشرة سنة بالجامعات السودانية، وهو محاولة لوضع لبنة لعلاقات عامة سودانية مواصلة لجهود اساتذتنا الاجلاء الذين سبقونا في هذا المجال، ونشكر كل من استفدنا من كتاباتهم، ونسأل الله ان نكون قد وفقنا في قصدنا وان ينتفع الابناء والباحثون في علم العلاقات العامة بهذا الجهد المتواضع وان يحفز ذلك الاخرين للكتابة والمساهمة من اجل هذا الوطن.
ونشكر كل من ساهم في اخراج هذا العمل المتواضع الى النور.
       والله من وراء القصد

د. عبد اللطيف محمد سعيد
                                                                   
                                                                        2009م

العلاقات العامة في السودان

العلاقات العامة في السودان
د.عبداللطيف محمد سعيد
مما لا شك فيه انه كانت توجد علاقات عامة في السودان حتى في عهد الاستعمار، وقد عرفت العلاقات العامة تحت عدة مسميات مثل: المكتب الصحفي، السكرتير الإداري، السكرتير الإعلامي، مكتب الصحافة والإعلام، مكتب الخدمات، ضابط الخدمات، العلاقات العامة، العلاقات العامة والإعلام، العلاقات العامة والصحافة، وقد وجدت مكاتب تـقوم بمهام العلاقات العامة في الشركات الكبرى كموبيل اويل وبعد ذلك مشروع الجزيرة والخطوط الجوية السودانية.
اما العلاقات العامة، بهذا الاسم، فمن الغرائب أنها ظهرت في عهد مايو الشمولي، والمعروف أن قيام الأنظمة الديمقراطية - كما ذكرنا في هذه الدراسة- كان من أسباب بروز العلاقات العامة.
أصدر الرئيس جعفر نميري القرار رقم 73 لسنة 1973م وبموجبه تم انشاء العلاقات العامة لاول مرة في السودان على مستوى مكتب. وهذا كان وراء تهميش دور العلاقات العامة -فيما بعد- داخل المنظمات وخاصة القطاع العام، وجعلها تفقد موقعها المؤثر، وتتأرجح تبعيتها من ادارة الى أخرى، وقد سبق ذلك إنشاء وزارة الخدمة العامة والإصلاح الإداري في كتوبر 1971 واختير أول وزير لها عبدالرحمن عبدالله الذي اصدر منشوراً لكل الوزارات والوحدات والموسسات الحكومية لإنشاء مكتب للعلاقات العامة على أن يتطور إلى قسم، وكان مكتب العلاقات العامة تحت إدارة جعفر حامد البشير الذي ابتعث فيما بعد إلى جمهورية مصر العربية لدراسة العلاقات العامة.(رأس جعفر حامد البشير رئاسة أول مكتب لرابطة العلاقات العامة في عام 1976م والتي تحولت إلى اتحاد العلاقات العامة السودانية في ابريل 1979م)
بعد ذلك وردت العلاقات العامة كوظيفة معترف بها في الفصل الأول من الميزانية في عهد ثورة الإنقاذ فقد اصدر وزير شؤون الرئاسة القرار الوزاري بتاريخ 28/3/1990م القاضي بتشكيل لجنة فنية للنظر في دور العلاقات العامة تتكون من احد عشر شخصاً([1]) وقد حدد القرار مهام واختصاصات اللجنة في:
تحديد مهام واختصاصات وحدات العلاقات العامة.
وضع العلاقات العامة في الهيكل الوظيفي.
تحديد الإمكانات الضرورية.


[1] - شادية محمد صالح، ادارة العلاقات العامة في السودان بين النظرية والتطبيق، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الخرطوم، كلية العلوم الإدارية، 1990م، ص11

الاثنين، 21 مارس 2011

ضرورة برتكولات تنظم العلاقة بين الشمال والجنوب.


ذكرت في ورقة بعنوان (العملة ووضعها بعد الاستفتاء) قدمتها بقاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات بداية هذا العام في مؤتمر  للجمعية السودانية للعلوم السياسية وفي الجلسة الاولى التي رأسها دكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية تعرضت فيها لبعض تجارب الانفصال التي حدثت في العالم وركزت على التجربة الارترية الاثيوبية باعتبار انها الاقرب من حيث الموقع والاحدث تاريخياً وقلت لقد أعلنت اريتريا استقلالها رسمياً في مطلع عام 1993م بعد استفتاء أيد فيه الاريتريون الاستقلال وبدأ العهد الجديد بتوقيع خمسة وعشرين بروتوكولاً لتنظيم العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بينها وبين إثيوبيا، وقد اشتملت هذه البروتوكولات على العديد من الاتفاقيات التي تنسق بين البلدين في المجالات الاقتصادية من بينها  السياسة المالية وخاصة أسعار الصرف وأسعار الفائدة.
   التحكم في الكتلة النقدية بحيث تتوافق مع سياسة محاربة التضخم في البلدين.
  السياسة النقدية وخاصة فيما يتصل بتوفير السيولة للمستوردين، ومدخلات النقد الأجنبي في الاقتصاد، وإدارة الدين الخارجي.
    السياسات المتعلقة بالضرائب والجمارك.
    سياسات الاستثمار ومعاملة المستثمرين من البلدين على قدم المساواة.
اعتماد عملة واحدة ومصرفاً مركزياً واحداً، هذا في مجال العملة، إلى جانب حريات كاملة لمواطني البلدين في الإقامة والعمل والتملك.
وبالرغم من كل ذلك حدثت مشاكل في العملة أدت إلى صراع عسكري بين الدولتين.
واوصت الورقة بتوقيع برتكولات تنظم العلاقة بين الشمال والجنوب.
وفي ورقة ثانية قدمتها بقاعة المؤتمرات بجامعة افريقيا العالمية عن العلاقة بين قبائل التمازج بعد الانفصال بعنوان (التداعيات الأمنية لاستفتاء يناير 2011م على قبائل التمازج- الرزيقات نموذجاً) في مؤتمر نظمه مركز البحوث والدراسات بالجامعة بالتعاون مع معهد دراسة السلام وجامعة السودان المفتوحة نهاية العام الماضي قلت يجب العمل على ترتيب هذا الامر قبل الانفصال بل استغلاله لاقامة علاقات طيبة وسلمية بين الدولتين، ويجب الاعتراف بان الحدود الجغرافية وترسيمها لا يرتكز فقط على الارض بل هناك بشر ومصالح خاصة في دولة كالسودان تتداخل فيها القبائل وتتمتد تحركاتها متجاوزة الحدود، ويجب الوقوف على اسباب المشكلة بين قبائل التمازج وايجاد الحلول لها قبل الاستفتاء رغم ضيق الوقت، فان مشكلة قبائل التمازج ان اهملت ستجر على السودان مشاكل امنية كبيرة، لذا على الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وضع برتكولات تنظم العلاقة بين قبائل التمازج وتقنن تحركات القبائل.
الان وقد اصبح الانفصال امراً واقعا واقترب موعد اعلان دولة الجنوب وبدأت بوادر الخلاف تظهر من حلال التصريحات اليومية والاتهامات المتبادلة نعيد ونكرر لتجنب اشتعال حرب بين الدولتين الشمالية والجنوبية لابد من وضع برتكولات شاملة ودقيقة تنظم العلاقة الجديدة بين الدولتين بعيداً عن نغمة الحركة تتهم والوطني ينفي والوطني يتهم والحركة تنفي، فنيفاشا التي جاءت بالسلام وجاءت بالانفصال ذهبت غير مأسف عليها ولا نتوقع ان تكون هناك نيفاشا ثانية!
والله من وراء القصد

السموأل والبارودي ومعنى الثقافة


اكتب اليوم عن الثقافة في عهد السموأل والبارودي... لا يظن القارئ العزيز انني اقصد السموأل الشاعر المعروف، السموأل بن عادياء من أهل تيماء وَهُوَ الذى كَانَ امْرُؤ الْقَيْس استودعه سلاحة فَسَار إِلَيْهِ الْحَارِث بن أَبى شمر الغسانى فَطَلَبه فأغلق الْحصن دونه فَأخذ ابْنا لَهُ خَارِجا من الْقصر وَقَالَ إِمَّا أَن تُؤَدّى إِلَى السِّلاح وَإِمَّا أَن أَقتلهُ، قَالَ اقتله فَلَنْ أؤديها، ووفى فَضرب بِهِ الأَعْشَى الْمثل فَقَالَ
كن كالسموأل إِذْ طَاف الْهمام بِهِ ... فى جحفل كسواد اللَّيْل جرار 
ولا اقصد بالبارودي رب السيف والقلم أمير الشعراء وشاعر الأمراء، محمود سامي باشا بن حسن حسني بك البارودي، أحد زعماء الثورة العرابية وأشعر الشعراء المتأخرين بالديار المصرية، ولكني اقصد بالسموأل وزير الثقافة الاتحادي وبالبارودي وزير الثقافة الولائي.
ففي عهدهما عرفنا ان الثقافة تعني الغناء فاقيمت ليالي ام در الغنائية وفيها يكرم كل من غنى او لحن او ألف اغنية وما عدا هؤلاء فلا تشملهم كلمة الثقافة.
لا يكرم عالم او باحث او صحافي ولا مؤلف كتاب في اي مجال ولا ادري لماذا؟
ان من معاني الثقافة: الْعُلُوم والمعارف والفنون الَّتِي يطْلب الحذق فِيهَ، فهل كل المعارف والفنون والعلوم عند السموأل والبارودي هي الغناء؟
هل وزير الثقافة كل اهتماماته تكريم المغنين؟ او بناء المدن الاعلامية بشرق النيل؟
هل يعلم وزير الثقافة عدد الكتب التي الفها سودانيون في مجالات الثقافة بمعناها الجامع وليس كما فهمها سيادته؟ وهل يعرف من كتابها؟ وهل لا يستحقون التكريم في ليالي ام در او ليالي غناء ام در؟ لقد جعلت مدينتنا لا تحتفي بغير الغناء واهله وانها لجريمة في حق ام در ياسيادة الوزير.
ان ام در ولدت المبدعين والابطال ولم تعقر بعد ولادت المغنين.
اننا لا نرفض تكريم المغنين ولكن نقول ان وزير الثقافة حين يقصر نشاطه او تكريمه على فئة معينة يكون قد ظلم الباقين.
الاخ الوزير انني الفت اربعة كتب وظللت اكتب في الصحافة لسنوات طوال فهل سمع بي سيادتكم؟ لقد كتبت اول كتاب عن العلاقات العامة في السودان... انني اسوق حالتي كمثال وليس من باب تزكية النفس... وانا ارى الاحتفاء من جانبكم باهل الطرب والغناء واهمال اهل الثقافة وانت وزير الثقافة وليس وزير الغناء، ان بعض من كرمتهم وزارتك في ليالي ام در ليس اكثر من مغنين لم يضيفوا شيئا يستحق الاشادة والتكريم في سنوات عمرهم الفني التي لو حسبناها بالزمن لم تتجاوز السنوات ولو حسبناها بالابداع فرصيدهم لايذكر، فلماذا فعلت هذا واهملت اهل الثقافة الذين يستحقون التكريم فعلاً بما قدموا وابدعوا واجادوا؟
الاخ الوزير التفت الى اهل الثقافة بمعناها الواسع واحتفي بهم فهم اهل لذلك.
الاخ وزير الثقافة الاتحادي انت ادرى باهل الثقافة في امدرمان او هكذا يجب ان تكون فنقول لك انها مجرد تذكرة فهلا تذكرت!
والله من وراء القصد

الجنوب بعد الاستفتاء الى أين؟


تعجلت القيادة الجنوبية الانفصال وسعت له بكل السبل والوسائل لتحقيق ذلك وكان جل همها ان ينفصل الجنوب عن الشمال وصورت الامر على انه استقلال من الشمال وبدلا من ان تجعل نيفاشا الوحدة جاذبة جعلتها(طاردة) وصار كل احلام الجنوبيين تدور حول الانفصال او الاستقلال ووقف تصدير البترول عن طريق الشمال كعقاب وليس كسياسة اقتصادية او منفعة يحققها الجنوب اذا لم يصدر البترول عن طريق الشمال.
بل تطور الامر الى اتهام الشمال بعرقلة الاستفتاء... وتم الاستفتاء وكان لا بد من البحث عن اتهام اخر فبرز الى الوجود اتهام الشمال بدعم حركات متمردة على الحركة الشعبية بل وتتهم حكومة الجنوب المتمردين بالعمل لصالح حكومة الخرطوم لزعزعة الاستقرار في جنوب السودان في حين ان المسؤولين في الشمال يرفضون هذه الاتهامات.
الحركة المتمردة على الحركة الشعبية اشهرها المليشيا التابعة للجنرال جورج اتور المنشق عن الجيش الشعبي وميليشيا أخرى بقيادة اولوني، وهي ميليشيا متمردة تعاونت سابقا مع القوات السودانية الشمالية.
مليشيا القوات الموالية للجنرال اتور شنت في التاسع من فبراير هجوما واسعا على الجيش الشعبي ما ادى الى وقوع اكثر من 200 قتيل في ولاية جونقلي.
ثم يوم الجمعة في معركة استمرت ليومين بين جيش جنوب السودان ومتمردين في ولايتي الوحدة واعالي النيل قتل سبعون مقاتلا.
وهناك معارك اخرى تدور هنا وهناك واخبار عن انشقاقات داخل الحركة الشعبية وانضمام بعض العسكريين الى مليشيا القوات الموالية للجنرال اتور المنشق عن الجيش الشعبي والقيادة الجنوبية في الحركة الشعبية مازالت ترى في الشمال العدو نمرة واحد ومازالت تعيش في فترة ما قبل نيفاشا وما زالت تظن ان اتهام الشمال هو الوسيلة الوحيدة لاكتساب عطف العالم ان الشمال قد قبل بالاستفتاء وبنتيجته ورحب بذلك واعلن انه سيدعم الدولة الوليدة ولكن الدولة الوليدة وقبل ان تشب عن الطوق تريد عداء مع الشمال، وتريد ان تحمل الشمال كل اخفاقاتها وكل قتيل يسقط بيد قوات جنوبية... القيادة الجنوبية مازالت ترى الشمال على انه المؤتمر الوطني وتلغي بقية الشعب الذي جمع بينهم وبين الجنوب اخاء ومودة وربط بينهم نهر النيل العظيم، الشعب الذي ضحى بالكثير من اجل الجنوب باعتباره جزءاً  عزيزاً من هذا السودان وبكل مرارة رحب بالاستفتاء وبمرارة اكبر رحب بنتيجته.
على القيادة الجنوبيه قبل فوات الاوان وقبل المزيد من الانشقاقات وبروز حركات متمردة ان تحكم العقل وان تطوي صفحة عدم الثقة التي كانت تفتحها في وجه الشمال وان تتجه لبناء دولة وعلاقات جوار مبنية على الاخاء واحترام الجوار وان تبتعد عن دعم مجموعات التمرد في دارفور وربما يعود الجنوب يوما ويلتئم الشمل في دولة واحدة بعد تجربة الانفصال ولنا في تجارب العالم امثلة كثيرة.
والله من وراء القصد

ترحيب

أهلا بكم فى مدونتى التى أرجو أن تكون ملتقى لطلاب العلوم السياسية والعلاقات العامة والباحثين .