المشاركات الشائعة

الاثنين، 21 مارس 2011

الجنوب بعد الاستفتاء الى أين؟


تعجلت القيادة الجنوبية الانفصال وسعت له بكل السبل والوسائل لتحقيق ذلك وكان جل همها ان ينفصل الجنوب عن الشمال وصورت الامر على انه استقلال من الشمال وبدلا من ان تجعل نيفاشا الوحدة جاذبة جعلتها(طاردة) وصار كل احلام الجنوبيين تدور حول الانفصال او الاستقلال ووقف تصدير البترول عن طريق الشمال كعقاب وليس كسياسة اقتصادية او منفعة يحققها الجنوب اذا لم يصدر البترول عن طريق الشمال.
بل تطور الامر الى اتهام الشمال بعرقلة الاستفتاء... وتم الاستفتاء وكان لا بد من البحث عن اتهام اخر فبرز الى الوجود اتهام الشمال بدعم حركات متمردة على الحركة الشعبية بل وتتهم حكومة الجنوب المتمردين بالعمل لصالح حكومة الخرطوم لزعزعة الاستقرار في جنوب السودان في حين ان المسؤولين في الشمال يرفضون هذه الاتهامات.
الحركة المتمردة على الحركة الشعبية اشهرها المليشيا التابعة للجنرال جورج اتور المنشق عن الجيش الشعبي وميليشيا أخرى بقيادة اولوني، وهي ميليشيا متمردة تعاونت سابقا مع القوات السودانية الشمالية.
مليشيا القوات الموالية للجنرال اتور شنت في التاسع من فبراير هجوما واسعا على الجيش الشعبي ما ادى الى وقوع اكثر من 200 قتيل في ولاية جونقلي.
ثم يوم الجمعة في معركة استمرت ليومين بين جيش جنوب السودان ومتمردين في ولايتي الوحدة واعالي النيل قتل سبعون مقاتلا.
وهناك معارك اخرى تدور هنا وهناك واخبار عن انشقاقات داخل الحركة الشعبية وانضمام بعض العسكريين الى مليشيا القوات الموالية للجنرال اتور المنشق عن الجيش الشعبي والقيادة الجنوبية في الحركة الشعبية مازالت ترى في الشمال العدو نمرة واحد ومازالت تعيش في فترة ما قبل نيفاشا وما زالت تظن ان اتهام الشمال هو الوسيلة الوحيدة لاكتساب عطف العالم ان الشمال قد قبل بالاستفتاء وبنتيجته ورحب بذلك واعلن انه سيدعم الدولة الوليدة ولكن الدولة الوليدة وقبل ان تشب عن الطوق تريد عداء مع الشمال، وتريد ان تحمل الشمال كل اخفاقاتها وكل قتيل يسقط بيد قوات جنوبية... القيادة الجنوبية مازالت ترى الشمال على انه المؤتمر الوطني وتلغي بقية الشعب الذي جمع بينهم وبين الجنوب اخاء ومودة وربط بينهم نهر النيل العظيم، الشعب الذي ضحى بالكثير من اجل الجنوب باعتباره جزءاً  عزيزاً من هذا السودان وبكل مرارة رحب بالاستفتاء وبمرارة اكبر رحب بنتيجته.
على القيادة الجنوبيه قبل فوات الاوان وقبل المزيد من الانشقاقات وبروز حركات متمردة ان تحكم العقل وان تطوي صفحة عدم الثقة التي كانت تفتحها في وجه الشمال وان تتجه لبناء دولة وعلاقات جوار مبنية على الاخاء واحترام الجوار وان تبتعد عن دعم مجموعات التمرد في دارفور وربما يعود الجنوب يوما ويلتئم الشمل في دولة واحدة بعد تجربة الانفصال ولنا في تجارب العالم امثلة كثيرة.
والله من وراء القصد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق