المشاركات الشائعة

الخميس، 21 فبراير 2013

الاحتفال بعيد الحب وهذه الفتاوي

يصادف اليوم الخميس 14 فبراير اليوم الذي يحتفل فيه البعض، ونقصد هنا في السودان، بعيد الحب ويدور سؤال هل الاحتفال بعيد الحب حرام ام حلال؟ لقد شهدنا في الايام الماضية ملصقات تقول ان الاحتفال برأس السنة الهجرية بدعة ومحاكاة للنصارى... ثم ملصقات تدعو لعدم الاحتفال برأس السنة الميلادية... وبعد ذلك جاء من ينادي بعدم الاحتفال بمولد الرسول عليه افضل الصلاة وأتم التسليم.
كما ذكرنا في البداية يصادف اليوم الخميس اليوم 14 فبراير عيد الحب او عيد (الفلنتاين) نقف في نطاق هذا الموضوع من خلال هذه الفتاوي:
أفتى الشيخ محمد بن صالح العثيمين في 5/11/1420 هـ ب"عدم جواز الاحتفال بعيد الحب" قائلا "انه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة, ولأنّه يدعو إلى اشتغال القلب بالأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وأن لا يكون إمّعة يتبع كل ناعق. وأفتى الدكتور عبد العظيم المطعني عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة وأستاذ الدراسات العليا في جامعة الازهر بالاباحة قائلا )ان تخصيص ايام بعينها للاحتفال بها من أجل توثيق العلاقات الاجتماعية بين الناس مثل عيد الحب مباحة ويجوز حضور الاحتفالات التي تقام من اجل ذلك بشرط إلا نعتقد انها من شعائر الدين ولا نقوم فيها بما يؤدي إلى ارتكاب الاثم وان تكون طريقا لارضاء الله عز وجل بشكر نعمه وتقدير منحه والاعتراف بفضله وجميله على خلقه وعباده، وفي حدود ما احل شرع الله عز وجل واباحه ومتى كان الاحتفاء بها كذلك خاليا تماما من الهرج والمرج والرقص واللهو والخلو والاختلاط والبدع والخرافات وسائر المحرمات والمحظورات، وكل ما يؤدي إلى الفساد، متى كان ذلك يباح حضورها ويجوز احياؤها والمشاركة فيها مجاملة وكرباط وود وحسن علاقة وكريم صلة على منهج الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم(.
 وفي الأعوام الأخيرة منعت هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية المحال التجارية من ابراز أي مظهر من مظاهر الاحتفاء بعيد الحب.
هنا في السودان سنجد من يفتينا بحرمة الاحتفال بعيد الحب وسيقولون لنا بانه تقليد للنصارى وسيوردون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) والحديث عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ(، قُلْنَا: (يَا رَسُولَ اللهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟).قَالَ (فَمَنْ) (رواه البخاري ومسلم)
واخيراً نقول ان الفتوى تحتاج الى تنظيم وتدقيق.
والله من وراء القصد

ختان الاناث بين الرفض والقبول

يدور حديث كل مرة عن ختان الاتاث وهذه المرة يتم الاعلان عن مكافحة الختان تحت عنوان دعوها تنمو سليمة... وترتفع اصوات هنا وهناك تطالب بمنع الختان ولا فرق بين (الختان الفرعوني) هو عادة سيئة وبين الختان في عهد الاسلام.
وترتفع اصوات تنادي بعدم منع الختان.
قيل هناك نوع من الختان يتم فيه أخذ طرف جلدة تكون خارجة في أعلى الفرج وهذا النوع من الختان الذي لا يؤثر على الصحة هو المقصود بختان الإناث الذي كان موجودا في الحجاز زمن الرسول صلى الله عليه وسلم
وهناك أحاديث للرسول عليه الصلاة والسلام عن هذا الختان تأمر بعدم المبالغة فيه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للخافضة التى كانت تقوم بختان الإناث:
(اخفضي ولا تنهكي فإنه أنضر للوجه وأحظى عند الزوج (صحيح، رقم: 236 صحيح الجامع.
وقال: (إذا ختنت فلا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل) (حسن) رقم: 498 صحيح الجامع.
وقال:إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج) (حسن) رقم: 509 صحيح الجامع.
وقال: (لا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة و أحب إلى البعل.‌) (صحيح) رقم: 7475 صحيح الجامع.
قال الألبانى فى تمام المنة فى التعليق على فقه السنة قوله: (من سنن الفطرة : قوله في التعليق: أحاديث الأمر بختان المرأة ضعيف، لم يصح منها شيء ). أقول: ليس هذا على إطلاقه، فقد صح قوله صلى الله عليه وسلم لبعض الختانات في المدينة: (اخفضي ولا تنهكي، فإنه أنضر للوجه، وأحظى للزوج.) (صحيح )، رواه أبو داود والبزار والطبراني وغيرهم، انظر الصحيحة 353/2 - 35 .
وإن ما يؤكد ذلك كله الحديث المشهور: عَنْ أَبِي مُوسَى،  عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  (إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ) وهو فى الارواء 80 .
قال الإمام أحمد رحمه الله: وفى هذا دليل على أن النساء كن يخُتَنَّ .
وفى كتاب صحيح الأدب المفرد باب اللهو في الختان.
حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، [ص:46] وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَعَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا يَقُولُونَ: (إِذَا مَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ)
الكتاب: موطأ الإمام مالك
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ فَقَالَتْ: هَلْ تَدْرِي مَا مَثَلُكَ يَا أَبَا سَلَمَةَ مَثَلُ الْفَرُّوجِ يَسْمَعُ الدِّيَكَةَ تَصْرُخُ فَيَصْرُخُ مَعَهَا (إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ)
الكتاب: موطأ الإمام مالك.
لقد اوردنا هذه الاحاديث وننتظر فتوى تقطع الشك باليقين وتقول لنا يمنع الختان ام لا؟ وهل يقع في دائرة الحلال ام الحرام ام بينهما؟ حتى لا نعود كل عام ونرفع شعاراً جديداً.
والله من وراء القصد



بعد الازهري ومازلنا نتساءل؟

بعد كل هذه السنوات نتساءل!
توقفت كثيراً وانا اقرأ الخطاب الذي ألقاه السيد إسماعيل الأزهري رئيس مجلس الوزراء بمناسبة إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان ورفع علم الاستقلال بالقصر الجمهوري في صبيحة الأول من يناير 1956 (1/1/1956) :
الخطاب كان مختصراً لا تبلغ الكلماته عدد كلمات كاتب أي عمود في صحيفة يومية من صحف هذه الايام التي صار فيها العمود عبارة عن مقال!
بدأ السيد إسماعيل الأزهري رئيس مجلس الوزراء اللهم ياذا الجلال يا مالك الملك يا واهب العزة والاستقلال نحمدك ونشكرك ونستهديك ونطلب عفوك وغفرانك ونسال رشدك ان انت الموفق المعين
وبعد ذلك عبر عن سعادته بقوله: ليس اسعد في تاريخ السودان وشعبه من اليوم الذي تتم فيه حريته ويستكمل فيه استقلاله و تتهيأ له جميع مقومات الدولة ذات السيادة ففي هذه اللحظة الساعة التاسعة تماماً من اليوم الموافق أول يناير 1956م، 18 جمادى الثاني سنة 1275هـ نعلن مولد جمهورية السودان الأولى الديمقراطية المستقلة ويرتفع علمها المثلث الألوان ليخفق على رقعته وليكون رمزاً لسيادته وعزته.
لقد كان يتحدث عن ذلك العلم بألوانه الثلاثة والذي تم تغييره في زمن المرحوم جعفر نميري بالعلم الحالي.
الزعيم الازهري، وهكذا ظل الجميع يصفه، واصل خطابه: إذاً انتهى بهذا اليوم واجبنا في كفاحنا التحريري فقد بدأ واجبنا في حماية الاستقلال وصيانة الحرية وبناء نهضتنا الشاملة التي تستهدف خير الأمة ورفعة شأنها ولا سبيل إلى ذلك الا بنسيان الماضي وطرح المخاوف وعدم الثقة وأن نُقبل على هذا الواجب الجسيم أخوة متعاونين وبنياناً مرصوصاً يشد بعضه بعضاً ، وأن نواجه المستقبل كأبناء أمة واحده متماسكة قوية.
ومضى ذلك اليوم ورحل الازهري والجيل الذي حضر رفع العلم ولم نواجه المستقبل كأبناء أمة واحده متماسكة قوية كما ذكر الزعيم اسماعيل الازهري في خطابه... ومضت الايام ونحن نحتفل بذكرى الاستقلال ونضيف الى كلمة الاستقلال المجيد... ومن حسن الطالع او حسن الصدف ان توافق احتفالاتنا اول العام وكان يجب ان نحاسب انفسنا بعد مضي كل عام ونتساءل ماذا فعلنا؟ وماذا يجب ان نفعل؟ ولأننا لا نفعل ذلك فقد اضعنا الوقت وبدلاً عن التقدم تخلفنا.
وختم الازهري خطابه: إن شعبنا قد صمم على نيل الاستقلال فناله وهو مصمم على صيانته وسيصونه، ومادامت إرادة الشعب هي دستورنا فستمضي في طريق العزة والمجد والله هادينا وراعينا ومؤيدنا وناصرنا وإن ينصركم الله فلا غالب لكم والسلام.
بعد كل هذه الاعوام اين نحن الان؟ ولماذا تخلفنا؟ ولماذا وصل بنا الامر ان صار البعض يردد عبارة(يا حليل الانجليزي)؟
لقد دارت الايام وتعاقبت الحكومات ولم نستفد من التجارب... لم نكتشف حتى الان اين الخطأ؟ هل هو في نظام الحكم؟ هل في السياسات؟ هل في الهوية؟ وتدور عشرات الاسئلة وتظل الاجابة اننا بعد كل هذه السنوات نتساءل ونكرر نفس الاخطاء.
والله من وراء القصد

مؤتمر السيرة النبوية بالخرطوم

كان لي شرف المشاركة  في المؤتمر الدولي الأول للسيرة النبوية الشريفة الذي نظمته جامعة إفريقيا العالمية  تحت شعار (تنزيل مقاصد الشرع وتعميق محبة الرسول صلى الله عليه وسلم) في جلسة مساء الجمعة بورقة جاءت بعنوان (السلم من مبادئ العلاقات السياسية الدولية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم) في اواخر شهر صفر ونحن نستقبل ذكرى مولد الرسول الكريم عليه افضل الصلاة وأتم التسليم.
تناولت الورقة السلم كمبدأ في العلاقات الدولية في الاسلام وركزت على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مبينة ان الحرب في الاسلام كانت لظروف معينة.
وأوضحت ان الاساليب والوسائل التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم كانت الرسل الذين حمل رسائله لنشر الدعوة الاسلامية والمعاهدات التي عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم وانها ساعدت على نشر الاسلام، وكيف انه استقبل رسل الملوك والوفود.
وذكرت الورقة ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد رسخ مبادئ الوفاء بالعهود ونهى عن الغدر والخيانة فجاء في الحديث عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ القِيَامَةِ» لان الوفاء بالعهد جاء في القرآن الكريم قال تعالى:(بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) ، وقال تعالى محذرا من نقض العهد (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).
كما بينت الورقة ان الاسلام ارتقي بالدبلوماسية وأضاف اليها جانب العقيدة
 وأخيراً خلصت الورقة إلى الخاتمة والنتائج والتوصيات.
جاء في  النتائج:
1/ اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم السلم كمبدأ في علاقاته الدولية
2/ لم يلجأ الرسول للحرب إلا اضطراراً
3/ استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم السفراء والمكاتبات كوسائل مؤثرة في العلاقات الدولية  لمخاطبة الرؤساء والملوك.
4/ لم يكن سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم يمثلون انفسهم بل كانوا بقتدون بالرسول صلى الله عليه وسلم في التبليغ حيث هدفهم تحقيق مقاصد الشريعة والدعوة الى الاسلام.
5/ الإسلام يحترم السفراء الذين يفدون إلى الدولة الإسلامية، ويوفر لهم الحماية والحرية والكرامة، حتى لو أساءوا التصرف وهذا ما فعله الرسول مع رسولي مسيلمة.
ثم خلصت الورقة الى  التوصيات التي جاء فيها
1/ العمل بالأساليب التي تستند الى العقيدة الاسلامية والتي ارستها ممارسة الرسول صلى الله عليه وسلم في علاقتنا الدولية.
2/ ترسيخ مفاهيم السلم وفق المنهج الإسلامي في علاقتنا الخارجية.
3/ العمل على تدريس الدبلوماسية الاسلامية ضمن مناهج الجامعات وبخاصة في الكليات المتخصصة، واستخراج الموجود من تراث اسلامي في بطون الكتب واخضاعه للبحث والدراسة لاستفادة منه.
4/ توجيه وسائل العلاقات الدولية بالاسلوب والنهج الاسلامي لتعريف الدول الأخرى وشعوبها بالإسلام، وترسيخ المفاهيم الاسلامية الداعية الى حسن الجوار والتعامل والسلام.
والله من وراء القصد

الاسوة والقدوة الطيبة

كتب علي متولي علي في مجلة لواء الإسلام- العدد (5)- غرة المحرم 1409هـ= 13 أغسطس 1988م تحت عنوان فرعي ولنا في رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة وقدوة طيبة: فقد آن الآوان ليعمل الصف المسلم والكيان المؤمن في وحدة متكاتفة وأخوة صادقة وتحت لواء مجرب خبير، يرأبُ الصداع ويرتق الفتق، ويتجاوز عن الصغائر، ويلملم الشارد والوارد، ويوجه الطاقات نحو الهدف الواحد، في جدية صادقة وبصيرة نافذة، وعمل دؤوب وخبرة فسيحة، تشمل كل ميادين التحدي، وتزخم الدنيا بحلولها الثرية، وأطروحاتها الناجعة وتغلغلها في شتى مواقع الحياة
وحان الوقت وقد تأصلت الخبرة والتجربة في حياة الصف المسلم، لنتجافى عن السقوط في براثن النعيم الدنيوي والترف، نمارس عبادة الصبر على شظف الدعوة وشرف البذل والتضحية، ومعاناة البناء الجادِّ للأنفس والهمم حتى تصلح دعامات راسخة قوية شامخة، يقوم عليها صرح الإسلام بخلقه المتين، وعبادته المخبتة ومعاملاته المتأصلة، المعبرة عن روح الإسلام وحقيقة نظام دين الله
وحان الوقت أخيرًا وليس آخرًا لنتحول من مرحلة أحاد أو عشرات الدعاة إلى مرحلة توحيد الدعاة الصادقين، الذين يستوعبون هذا الدين، ويصدقون في تمثيله، وينصبون أنفسهم هداة له، وقد كملت وراثتهم لهذه الدعوة، علمًا وفقهًا وسلوكًا وخبرة نظرية وعملية وتفوقًا، في ميادين العمل والإنتاج، والضرب بحظ أوفر في حل مشكلات الأمة ورفع المعاناة عن الجماهير، وإصلاح ما أفسده البعد عن دين الله، والحكم بغير شرع الله، وساعتها سوف يُدرك الناس عن قرب حلاوة إسلامهم، وطلاوة دينهم، ونجاعة الحلول المأخوذة من شريعتهم، ساعاتها سينجاب الغش وتتضح المعالم، ويسفر الصبح لذي عينين، ويعود المسلمون لدينهم أفواجًا أجنادًا للحق يفدونه بالمهج والأرواح
وهذي هجرتنا، وحركة مسيرتنا وروح القوة في هجرة رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم، نسأل الله العون والتوفيق

احتفالات رأس السنة دعوة للنقاش بهدوء

حملت بعض الملصقات عبارات تقول ان الاحتفال برأس السنة الميلادية بدعة وانه تشبه بالكفار، ولعل الاراء قد اختلفت حول هذا لموضوع لذا نورد في هذه الصفحة فتوى الدكتور يوسف القرضاوي التي تفيد أن تهنئة النصاري" المسيحيين " من البر... وقال: فالأحكام تدور على المسميات والمضامين لا على الأسماء والعناوين، ولا بد أن ننظر في قضايا غير المسلمين نظرات جديدة، وأن نرجح فقه التيسير، وفقه التدرج في الأمور؛ مراعاة لتَغيُّر الأوضاع.
إن كثيرا من المشايخ أو العلماء، يعيشون في الكتب، ولا يعيشون في الواقع، بل هم غائبون عن فقه الواقع، أو قل: فقه الواقع غائب عنهم، لأنهم لم يقرؤوا كتاب الحياة، كما قرؤوا كتب الأقدمين.
ولهذا تأتي فتواهم، وكأنها خارجة من المقابر!
ومن الاراء التي تعارض مشاركة النصارى احتفالاتهم رأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين فقد ذكر: قال أهل العلم: إنه لا يجوز للمسلمين أن يشاركوا غير المسلمين في أعيادهم لأن ذلك إقرار ورضًا بما هم عليه من الدين الباطل ثم إنه معاونة على الإثم والعدوان.
انه احتلاف في الرأي وكل رأي اورد حججه ولعل الموضوع يحتاج الى نقاش اوسع وسماع كل الاراء بهدوء وبلا انفعال وتشنج والميل الى العنف فان المسلمين قد اصابهم ما اصابهم يوم تدخل السيف للدفاع عن الرأي.
والله من وراء القصد
د.عبداللطيف محمد سعيد