كان لي شرف المشاركة في المؤتمر الدولي الأول للسيرة النبوية الشريفة الذي نظمته جامعة إفريقيا العالمية تحت شعار (تنزيل مقاصد الشرع وتعميق محبة الرسول صلى الله عليه وسلم) في جلسة مساء الجمعة بورقة جاءت بعنوان (السلم من مبادئ العلاقات السياسية الدولية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم) في اواخر شهر صفر ونحن نستقبل ذكرى مولد الرسول الكريم عليه افضل الصلاة وأتم التسليم.
تناولت الورقة السلم كمبدأ في العلاقات الدولية في الاسلام وركزت على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مبينة ان الحرب في الاسلام كانت لظروف معينة.
وأوضحت ان الاساليب والوسائل التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم كانت الرسل الذين حمل رسائله لنشر الدعوة الاسلامية والمعاهدات التي عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم وانها ساعدت على نشر الاسلام، وكيف انه استقبل رسل الملوك والوفود.
وذكرت الورقة ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد رسخ مبادئ الوفاء بالعهود ونهى عن الغدر والخيانة فجاء في الحديث عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ القِيَامَةِ» لان الوفاء بالعهد جاء في القرآن الكريم قال تعالى:(بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) ، وقال تعالى محذرا من نقض العهد (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).
كما بينت الورقة ان الاسلام ارتقي بالدبلوماسية وأضاف اليها جانب العقيدة
وأخيراً خلصت الورقة إلى الخاتمة والنتائج والتوصيات.
جاء في النتائج:
1/ اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم السلم كمبدأ في علاقاته الدولية
2/ لم يلجأ الرسول للحرب إلا اضطراراً
3/ استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم السفراء والمكاتبات كوسائل مؤثرة في العلاقات الدولية لمخاطبة الرؤساء والملوك.
4/ لم يكن سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم يمثلون انفسهم بل كانوا بقتدون بالرسول صلى الله عليه وسلم في التبليغ حيث هدفهم تحقيق مقاصد الشريعة والدعوة الى الاسلام.
5/ الإسلام يحترم السفراء الذين يفدون إلى الدولة الإسلامية، ويوفر لهم الحماية والحرية والكرامة، حتى لو أساءوا التصرف وهذا ما فعله الرسول مع رسولي مسيلمة.
ثم خلصت الورقة الى التوصيات التي جاء فيها
1/ العمل بالأساليب التي تستند الى العقيدة الاسلامية والتي ارستها ممارسة الرسول صلى الله عليه وسلم في علاقتنا الدولية.
2/ ترسيخ مفاهيم السلم وفق المنهج الإسلامي في علاقتنا الخارجية.
3/ العمل على تدريس الدبلوماسية الاسلامية ضمن مناهج الجامعات وبخاصة في الكليات المتخصصة، واستخراج الموجود من تراث اسلامي في بطون الكتب واخضاعه للبحث والدراسة لاستفادة منه.
4/ توجيه وسائل العلاقات الدولية بالاسلوب والنهج الاسلامي لتعريف الدول الأخرى وشعوبها بالإسلام، وترسيخ المفاهيم الاسلامية الداعية الى حسن الجوار والتعامل والسلام.
والله من وراء القصد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق