د.عبداللطيف محمد سعيد
السرطان! الأهم معرفة الأسباب
في تحقيق تم نشره بصحيفة الرأي العام عدد الثلاثاء الماضي كتب الزميل نبيل صالح عن مرض السرطان، في التحقيق المشار إليه: بات مرض السرطان يشكل خطراً محدقاً على المواطن السوداني خاصة في الأوساط الفقيرة، الإحصاءات الرسمية تشير الى ان الحالات الجديدة من المرضى الذين يرتادون المركز القومي للأشعة والطب النووي بالخرطوم سنويا حوالي (7000) حالة، اضافة الى حالات المتابعة الدورية والأخطر ان السنوات الأخيرة سجلت ارتفاعا بلغ (12) ضعفا من هذا العدد والمخيف حقا ان هذا العدد لا يمثل الحجم الحقيقي لمرضى السرطان في السودان، لعدم قدرتهم على الوصول الى مراكز التشخيص والعلاج... والقى د. صديق محمد مصطفي حجراً ضخماً في بركة ساكنة بالأرقام التي أوردها واحتوت على احصاء مخيف حول تغلغل السرطان وانتشاره في كل السودان، خاصة فى الفترة الممتدة بين العام 1990م الى 2010م، حيث كان عدد المرتادين الى مركز العلاج (1,572) حالة في العام 1990م وسجل العام 2010م (6,314) حالة كأعلى نسبة مسجلة في العشر سنوات الأخيرة.
وأنا اطالع هذا التحقيق تذكرت حديث مجالس المدينة عن انتشار السرطان في نفس المناطق التي أشار إليها التحقيق وهي الخرطوم أكثر المدن اصابة بالسرطان تليها ولاية الجزيرة ونهر النيل والولاية الشمالية... وان أهمل التحقيق مناطق في غرب البلاد تعاني ايضاً من هذا المرض.
الحديث عن أسباب انتشار المرضي في السودان بهذه الصورة المخيفة لم يتعرض للنفايات الذرية التي دفنت في السودان ولم يذكر تلك الأنواع من الأدوية التي تسبب السرطان وتستعمل وتباع حتى في البقالات ولا البوتاسيوم بروميد الذي يستعمل كمحسن للخبز، ولا البضائع والأغذية التي تدخل الى السودان وهي منتهية الصلاحية، او تلك التي لا تحمل تاريخ صلاحية وتباع عن طريق(الفلت) أي بدون عبوات او بعد تفريغها، ولا كريمات التجميل... ولا أنواع القوارير البلاستيكية التي تستعمل عشرات المرات، ولا أكياس البلاستيك التي يحمل فيها كل أنواع الأغذية حتى الحارة، ولا طريقة عرض الأطعمة على قارعة الطريق وهي عرضة لدخان عوادم السيارات... ولا قدور الفول التي تغطى بأكياس البلاستيك.
إن الأمر يحتاج إلى اهتمام الدولة ومراقبة المطاعم والدكاكين وأماكن بيع الأطعمة وطريقة عرضها وبيعها، ومنع بيع الأدوية وكريمات التجميل خارج الصيدليات وبدون وصفة طبية.
واخيراً نقول إن موضوع تفشي مرض السرطان يحتاج إلى أبحاث ودراسات من اجل معرفة الأسباب وعدها يسهل العلاج، ولن نشتكي من ارتفاع عدد الإصابات بهذا المرض ونهدر أموال الدولة في العلاج... إن الوقاية خير من العلاج فلماذا لا تهتم الجامعات ومراكز الأبحاث ووزارة الصحة والوزارات التي لها صلة بصحة الإنسان بالبحث عن أسباب هذا المرض وإذا عرفنا السبب فسنوفر ما يصرف في العلاج،وان نصرف على الأبحاث خير من ان نصرف على علاج الحالات التي قيل إنها تأتي إلى العلاج في وقت متأخر.
والله من وراء القصد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق